للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لِيَكُونَ:} فعل مضارع ناقص منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد اللام، واسمه يعود إلى:

{مُوسى}. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما على التنازع. {عَدُوًّا:} خبر (يكون).

{وَحَزَناً:} معطوف عليه، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {فِرْعَوْنَ:}

اسم {إِنَّ}. {وَهامانَ:} معطوف عليه. {وَجُنُودَهُما:} معطوف أيضا على {فِرْعَوْنَ،} والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {خاطِئِينَ:} خبر كان منصوب... إلخ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية تعليلية. وقال الجمل: معترضة بين الجملتين المتعاطفتين جملة: {وَقالَتِ..}. إلخ وجملة: {فَالْتَقَطَهُ..}. إلخ.

{وَقالَتِ اِمْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩)}

الشرح: {وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ} أي: لفرعون حين أخرجته من التابوت. {قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ:} الخطاب لفرعون، وانظر شرح: {قُرَّتُ عَيْنٍ} في الآية رقم [٧٤] من سورة (الفرقان).

{لا تَقْتُلُوهُ:} خاطبته بلفظ الجمع للتعظيم. {عَسى أَنْ يَنْفَعَنا:} لأن فيه مخايل اليمن، والبركة، ودلائل النفع، وذلك لما رأت منه ما ذكرته في الآية السابقة. {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} أي: نتبناه، فإنه أهل له. {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ:} أن التقاطه، وتربيته وبال عليهم.

تنبيه: امرأة فرعون هي آسية بنت مزاحم، وكانت من خيار النساء، ومن بنات الأنبياء، وكانت أمّا للمساكين، ترحمهم، وتتصدق عليهم، قالت لفرعون وهي قاعدة إلى جنبه على شاطئ النيل حين التقطوا موسى: هذا أكبر من ابن سنة، وأنت تذبح ولدان هذه السنة، فدعه يكون عندي، وقيل: إنها قالت له: إنه أتانا من أرض أخرى، وليس هو من بني إسرائيل، فاستحياه فرعون، وألقى الله محبته في قلبه. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: لو أن عدوّ الله قال في موسى، كما قالت آسية: لنفعه الله به، ولكنه أبى للشقاء الذي كتبه الله عليه. انتهى.

خازن. وفي أبي السعود: وآسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد، الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف الصديق عليه السّلام. انتهى.

أقول: أعتمد: أنها من بني إسرائيل، وقيل: إنها بنت عم موسى، وقد تزوجها فرعون قهرا، ولم تنجب منه أولادا، وقد آمنت بموسى وصدّقته، كما ستعرفه في آخر سورة (التحريم) إن شاء الله تعالى. وعن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «كمل من الرّجال كثير، ولم يكمل من النّساء إلاّ مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت

<<  <  ج: ص:  >  >>