{لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها} أي: أي شيء اختاروا؛ واشتهوا؛ وجدوا. قال تعالى في سورة (الزخرف) رقم [٧١]: {وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ} انظر شرحها هناك، ففيه الكفاية. {وَلَدَيْنا مَزِيدٌ:} هو كقوله تعالى في سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ} رقم [٢٦] انظر شرحها هناك، ففيها الكفاية؛ حيث تجد: أن المزيد هو النظر إلى وجهه الكريم. قيل: يتجلى الرب تبارك وتعالى لأهل الجنة في كل جمعة في دار كرامته، فهذا هو المزيد على نعيم الجنة، وعلى ما يشاؤون، ويشتهون، ولكن ينبغي أن تعلم: أنّ هذه الرؤية بلا كيف. والمعتزلة ينكرون هذه الرؤية في الاخرة، كما ستقف عليه إن شاء الله في سورة (القيامة) و (المطففين).
الإعراب:{اُدْخُلُوها:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعوله، وانظر ما ذكرته في الاية رقم [٧٠] من سورة (الزخرف). {بِسَلامٍ:} متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول لقول محذوف، انظر الشرح.
{ذلِكَ:} مبتدأ. {يَوْمُ:} خبره، وهو مضاف، و {الْخُلُودِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها، وانظر تفصيل إعرابها في الاية رقم [٣]. {لَهُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: الذي، أو شيء يشاؤونه، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها، أو هي في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الضمير فقط. {فِيها:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من:{ما،} أو من العائد إليها، والأول أقوى. {وَلَدَيْنا:} الواو: حرف عطف. (لدينا):
ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المنقلبة ياء لاتصاله بنا؛ التي هي في محل جر بالإضافة. {مَزِيدٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، على الوجهين المعتبرين فيها.
الشرح:{وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ} أي: قبل كفار قريش، {مِنْ قَرْنٍ} أي: من القرون الذين كذبوا رسلهم، كعاد، وفرعون، وثمود... إلخ. {هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ:} من قومك يا محمد.
{بَطْشاً:} قوة، وسطوة. والبطش: الأخذ بصولة، وعنف. وانظر الاية رقم [١٦] من سورة (الدخان). {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ} أي: ساروا فيها، وتقلّبوا، وسلكوا كل طريق. والتنقيب: التنقير عن الشيء، والبحث، والطلب، ومنه قول امرئ القيس:[الوافر]