للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخامس: التفصيل، نحو قوله تعالى: {إِمّا شاكِراً وَإِمّا كَفُوراً}. انتهى. مغني اللبيب باختصار.

أقول: والتفصيل هو المعنى الذي لا يفارقها مع كل من المعاني المذكورة.

الإعراب: {حَتّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها:} انظر الآية رقم [٧١] ففيها الكفاية: وأضيف:

أن في الآية انتصارا لمذهب الأخفش؛ إذ لا بد من تقدير فعل قبل {حَتّى} كما رأيت في الشرح؛ ليتم المعنى. {تَغْرُبُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى {الشَّمْسِ،} والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان ل‍: (وجد). وقيل: هي في محل نصب حال من الضمير المنصوب.

{فِي عَيْنٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {حَمِئَةٍ:} صفة {عَيْنٍ}. {وَوَجَدَ} ماض، والفاعل يعود إلى {ذِي الْقَرْنَيْنِ}. {عِنْدَها:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، أو بمحذوف حال من {قَوْماً} على مثال ما تقدم. {قَوْماً:} مفعول به، وجملة: {وَوَجَدَ عِنْدَها قَوْماً} معطوفة على جملة:

{وَجَدَها..}. إلخ لا محل لها مثلها.

{قُلْنا:} فعل، وفاعل. (يا): أداة نداء تنوب مناب «أدعو». (ذا): منادى منصوب، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، و (ذا) مضاف، و {الْقَرْنَيْنِ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛ لأنه مثنى... إلخ. {إِمّا:} أداة شرط، وتخيير. وقيل: تقسيم، والمصدر المؤول من: {أَنْ تُعَذِّبَ} في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف، التقدير: إما التعذيب واقع عليهم، أو هو خبر والمبتدأ محذوف، التقدير: إمّا هو تعذيبك لهم، أو المصدر المؤول في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، التقدير: «إما أن توقع التعذيب عليهم» ومن شواهد الرفع قول تأبط شرا: [الطويل]

هما خطّتا إمّا إسار ومنّة... وإمّا دم والقتل بالحرّ أجدر

و {وَإِمّا أَنْ تَتَّخِذَ} فهو مثله في التأويل والتقدير، والجملة سواء أكانت اسمية أم فعلية، فهي معطوفة على ما قبلها. {فِيهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بما بعدهما، أو بمحذوف حال منه كان صفة له.. إلخ. {حُسْناً:} مفعول به، والكلام: {يا ذَا..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْنا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، ومثلها الآية رقم [٦٥] من سورة (طه).

{قالَ أَمّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً (٨٧)}

الشرح: {قالَ أَمّا مَنْ ظَلَمَ} أي: نفسه بالكفر بأن أصر عليه، ولم يقبل الإرشاد، والنصح.

{فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ} أي: بالقتل. {ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ} أي: الموت. {فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً} أي: شديدا. وهو عذاب الآخرة في النار. وفحوى هذا: أنه اختار الدعوة إلى الله، وسلوك الطريقة الحسنى معهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>