للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لَوْ} لا محل لها. و {لَوْ} ومدخولها في محل نصب مقول القول. وجملة: (قالوا...) إلخ مستأنفة، لا محل لها. {سَواءٌ:} خبر مقدم. {عَلَيْنا:} متعلقان ب‍: {سَواءٌ}. {أَجَزِعْنا:}

الهمزة: حرف استفهام، وتسوية. (جزعنا): فعل وفاعل، وهمزة التسوية والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر. {أَمْ:} حرف عطف معادل لهمزة التسوية. {صَبَرْنا:} فعل وفاعل، والجملة الفعلية هذه مؤولة بمصدر، ومعطوف على سابقه، وتقدير الكلام: جزعنا، وصبرنا سواء. هذا؛ وجوز اعتبار سواء مبتدأ، والمصدر المؤول خبرا عنه، والأول أقوى لأن سواء نكرة، كما ترى، ولا مسوغ لوقوعه مبتدأ، وعلى الوجهين فالجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {ما:} نافية. {لَنا:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ:} حرف جر صلة.

{مَحِيصٍ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. هذا ويجوز اعتبار {ما} حجازية تعمل عمل «ليس» والإعراب لا يتغير كثيرا، والجملة الاسمية على الاعتبارين في محل نصب مقول القول أيضا.

{وَقالَ الشَّيْطانُ لَمّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٢)}

الشرح: {وَقالَ الشَّيْطانُ لَمّا قُضِيَ الْأَمْرُ:} يعني لما فرغ منه، وانتهى الحساب، وأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فيجتمع أهل النار على إبليس اللعين، ويأخذون في لومه، وتقريعه، وتوبيخه، فيقوم فيهم خطيبا، ويقول لهم: {إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ} يعني:

البعث، والجنة، والنار، وثواب المطيع، وعقاب العاصي، فصدقكم وعده. {وَوَعَدْتُكُمْ:} أن لا بعث، ولا جنة، ولا نار، ولا ثواب، ولا عقاب، {فَأَخْلَفْتُكُمْ} أي: فقد جعل تبين خلف وعده كالإخلاف منه. {وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ:} تسلط، وقهر، فألجئكم إلى الكفر، والمعاصي. أو المعنى: لم آتكم بحجة على ما وعدتكم به، وزينته لكم في الدنيا، وانظر التوسع في شرح: {سُلْطانٍ} في الآية رقم [٩٩] من سورة (النحل).

{إِلاّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ} أي: إلا دعائي إياكم إلى الكفر، والمعاصي بتسويلي، وتزييني، وهو ليس من باب القهر والجبر. {فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} أي: أسرعتم إلى إجابتي. {فَلا تَلُومُونِي} أي: على وسوستي؛ لأنكم عرفتم عداوتي لكم، {وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ:} حيث سارعتم إلى طاعتي، وخالفتم، أوامر ربكم، وكان الواجب أن لا تلفتوا إلي، ولا تسمعوا قولي، فلما رجحتم قولي، ووسوستي على

<<  <  ج: ص:  >  >>