للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفعلية في محل رفع صفة {رِجالٌ}. {ما:} مصدرية، وتؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل نصب مفعول به، التقدير: صدقوا عهدهم مع الله. واعتبار (ما) موصولة فلا بأس به، وتكون الجملة بعدها صلتها. {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {فَمِنْهُمْ:} الفاء: حرف استئناف وتفريع. (منهم): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنَ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. {قَضى:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «هو» يعود إلى {مِنَ،} وهو العائد، أو الرابط. {نَحْبَهُ:} مفعول به، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية صلة:

{مِنَ،} أو صفتها هذا هو الإعراب الظاهر، والأصح: أن مضمون الجار والمجرور (منهم):

مبتدأ، و {مِنَ} هي الخبر؛ لأن (من) الجارة دالة على التبعيض، أي: فبعض المؤمنين، وجمع الضمير يؤيد ذلك، ولا استبعاد في وقوع الظرف بتأويل معناه مبتدأ، يرشدك إلى ذلك قوله تعالى:

{مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ} من الآية رقم [١١٠] من سورة (آل عمران)، فعطف (أكثرهم) على (منهم) يؤيد: أن معناه بعضهم. وخذ قول الحماسي: [الكامل] منهم ليوث لا ترام وبعضهم... ممّا قمشت وضمّ حبل الحاطب

حيث قابل لفظ (منهم) بما هو مبتدأ، أعني: لفظة: «بعضهم» وهذا مما يدل على أن مضمون «منهم» مبتدأ. هذا؛ و «ليوث» جمع: ليث، وهو الأسد. «لا ترام»: لا تقصد.

«قمشت»: جمعت من هنا، وهناك؛ والمراد: رذالة الناس، والقمش: الرديء من كل شيء، والجملة الاسمية: (منهم...) إلخ مستأنفة، لا محل لها. وجملة: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. وإعرابها مثلها بلا فارق. {وَما:} الواو: حرف عطف.

(ما): نافية. {بَدَّلُوا:} ماض والواو فاعله، والألف للتفريق، والمفعول محذوف، التقدير: وما بدلوا العهد. {تَبْدِيلاً:} مفعول مطلق، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، أو مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين.

{لِيَجْزِيَ اللهُ الصّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (٢٤)}

الشرح: {لِيَجْزِيَ اللهُ الصّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ} أي: أمر الله بالجهاد؛ ليثيب المؤمنين الصادقين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. {وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ:} الذين أخلفوا الله ما وعدوه، وبما كانوا يكذبون. {إِنْ شاءَ} أي: إن شاء أن يعذبهم؛ أي: لم يوفقهم للتوبة، وإن لم يشأ أن يعذبهم؛ وفقهم للتوبة قبل موتهم. {إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً:} انظر الآية رقم [١].

<<  <  ج: ص:  >  >>