للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للتفريق. {فَضْلاً:} مفعول به. {مِنْ رَبِّكُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان ب‍: {فَضْلاً} أو بمحذوف صفة له، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (جعلنا) الثاني. {وَلِتَعْلَمُوا:} مثل سابقه في إعرابه وتأويله، والجار والمجرور معطوفان على ما قبلهما. وقال الجمل: متعلقان بكلا الفعلين؛ أي: لتعلموا بتعاقبهما، واختلافهما. {عَدَدَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {السِّنِينَ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {وَالْحِسابَ:} معطوف على ما قبله، واكتفى الفعل بمفعول واحد؛ لأنه من المعرفة، لا من العلم. {وَكُلَّ:} منصوب على الاشتغال بفعل محذوف، يفسره المذكور بعده.

وقيل: هو معطوف على (الحساب) وهو بعيد، و {وَكُلَّ} مضاف، و {شَيْءٍ} مضاف إليه، {فَصَّلْناهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية مفسرة لا محل لها على الاعتبار الأول:

في (كلّ)، وفي محل نصب صفة له على الاعتبار الثاني: فيه. {تَفْصِيلاً:} مفعول مطلق.

{وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (١٣)}

الشرح: {وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ..}. إلخ: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: {طائِرَهُ} عمله، وما قدر عليه من خير، أو شر، وهو ملازمه أينما كان. وقال مجاهد: عمله، ورزقه، وما من مولود يولد إلا في عنقه ورقة فيها مكتوب شقي، أو سعيد. انتهى. وإنما خص العنق من بين سائر الأعضاء؛ لأنه موضع القلائد، والأطواق، والغل ممّا يزين، أو يشين، وذكر الطائر لما هو سبب الخير، والشر من قدر الله وعمل العبد على طريق الاستعارة؛ لأنهم كانوا يتيمّنون، ويتشاءمون بسنوح الطائر من جهة اليمين، أو من جهة الشمال على عادة الجاهلية.

{وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً:} هو كتاب طائره الذي كان في عنقه، وسجل فيه كل شيء عمله في الدنيا، من خير، أو شر. هذا؛ ويقرأ: «(ويخرج)» و «(يخرج)» و «(يخرج)» والمعتمد قراءته بالنون لموافقته {أَلْزَمْناهُ}. {يَلْقاهُ مَنْشُوراً} أي: يجده مفتوحا أمامه، ويكشف عنه الغطاء. هذا؛ ويقرأ بالبناء للمجهول، مع تخفيف القاف، وتشديدها، وهذا {الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصاها}. انظر الكهف رقم [٤٩].

قال الحسن-رحمه الله تعالى-: بسطت لك يا بن آدم صحيفة، ووكّل بك ملكان، فهما عن يمينك، وشمالك، فأما الذي عن يمينك؛ فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن يسارك؛ فيحفظ عليك سيئاتك، حتى إذا مت؛ طويت عليك صحيفتك، وجعلت معك في قبرك حتى تخرج لك يوم القيامة. انتهى جمل، كيف لا وربنا يقول: {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ؟!}.

<<  <  ج: ص:  >  >>