للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإني أتمثّل بقول الاخر: [الخفيف] ما تطعّمت لذّة العيش حتّى... صرت للبيت والكتاب جليسا

ليس عندي شيء ألذّ من ال‍... علم فلم أبتغ سواه أنيسا

إنّما الذّلّ في مخالطة النا... س فدعهم وعش عزيرا رئيسا

ورحم الله من يقول:

وقائلة أتلفت في الكتب ما حوت... يمينك من مال فقلت دعيني

لعلّي أرى فيها كتابا يدلّني... لأخذ كتابي في غد بيميني

ورحم الله من يقول: [الوافر] كتابي فيه بستاني وروحي... وفيه سمير نفسي والنديم

يسالمني وكلّ الناس حرب... ويسليني إذا عرت الهموم

ويحيي لي تصفّح صفحتيه... كرام الناس إن فقد الكريم

إذا اعوجّت عليّ طريق قومي... فلي فيه طريق مستقيم

وبالجملة: فالكتاب هو نعم الذخر، والعدة، والشغل، والحرفة، جليس لا يضرك، ورفيق لا يملّك، يطيعك بالليل طاعته بالنهار، ويطيعك في السفر طاعته في الحضر، إن ألفته؛ خلّد على الأيام ذكرك. وإن درسته؛ رفع بين الخلائق قدرك.

الإعراب: {*حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ..}. إلخ: انظر سورة (غافر) فالإعراب واحد لا يتغير في الايتين.

{ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (٣)}

الشرح: {ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ بِالْحَقِّ} أي: إلا خلقا ملتبسا بالحق، وهو ما تقتضيه الحكمة، والمعدلة، وفيه دلالة على وجود الصانع الحكيم، وفيه دلالة على البعث، والحساب، والمجازاة. قال تعالى في سورة (الأنبياء) رقم [١٦]: {وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ} وأيضا رقم [٣٨] من سورة (الدخان)، وقال تعالى في سورة (ص) رقم [٢٧]: {وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً} انظر شرح الايات في محالها، وهي مذكورة بحروفها في سورة (الحجر) رقم [٨٥] وانظر شرح: {السَّماواتِ وَالْأَرْضَ} في الاية رقم [٩] من سورة (الزخرف)

<<  <  ج: ص:  >  >>