للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {الْحَاقَّةُ:} مبتدأ أول. {مَا الْحَاقَّةُ:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثان. {الْحَاقَّةُ:} خبره، والجملة الاسمية: {مَا الْحَاقَّةُ} في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والجملة الاسمية: {الْحَاقَّةُ..}. إلخ لا محل لها من الإعراب؛ لأنها ابتدائية. {وَما:} (الواو):

حرف عطف، أو استئناف. (ما): مبتدأ. {أَدْراكَ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى (ما) تقديره: هو، والكاف مفعول به أول. {مَا الْحَاقَّةُ:} مبتدأ، وخبر، والجملة الاسمية في محل نصب سدت مسد مفعول {أَدْراكَ} الثاني المعلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. وقال زاده: في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني، والثالث ل‍: (أدرى)؛ لأنه بمعنى: أعلم، والجملة الفعلية: {أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ} في محل رفع خبر المبتدأ، الذي هو (ما)، والجملة الاسمية لا محل لها على الوجهين المعتبرين بالواو.

{كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ (٤)}

الشرح: {ثَمُودُ} قبيلة عربية سموا باسم أبيهم الأكبر، ثمود بن غابر، بن سام، بن نوح، وهو أخو جديس بن غابر، وكانت مساكن ثمود الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله. قال أبو عمرو بن العلاء: سميت ثمود لقلة مائها، والثمد: الماء القليل. والأول هو المعتمد. هذا؛ ويقرأ بالصرف، وعدمه، وهو الأكثر، والأرجح، وصرفه على إرادة الأب الأول، ومنعه على إرادة القبيلة، ورسول ثمود هو صالح، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، وهو ابن عبيد، بن آسف، بن ماسح، بن عبيد، بن حاذر، بن ثمود، وليس هو من أنبياء بني إسرائيل، ك‍: هود؛ لأنهما قبل إبراهيم عليه السّلام، وكان بين هود، وصالح مئة سنة، وعاش صالح مئتين وثمانين سنة كما في الحبير للسيوطي.

(عاد) مثل {ثَمُودُ} قبيلة عربية أيضا، وهو في الأصل اسم الأب الكبير، وهو عاد بن عوص، ابن إرم، بن سام، بن نوح، عليه الصلاة والسّلام، فسميت به القبيلة، أو الحي، و (عاد) مثل {ثَمُودُ} في الصرف، وعدمه. والكثير، والأقوى الصرف لخفته؛ لأنه على ثلاثة أحرف، أوسطها ساكن، مثل: هند، ودعد، ولوط، ونوح... ، وأما هود فقد اشتهر في ألسنة النحاة: أنه عربي، وهو ابن عبد الله، بن رباح بن الخلود، بن عاد، بن عوص، بن إرم، بن نوح. وقال ابن إسحاق:

هو هود بن شالخ، بن أرفخشذ، بن سام، بن نوح، وهود قبل صالح، كان بينه وبين نوح ثمانمئة سنة وعاش أربعمائة وأربعا وستين سنة، وكانت قبيلة عاد تسكن الأحقاف من بلاد اليمن.

(القارعة): هي يوم القيامة، سميت بذلك؛ لأنها تقرع الناس بأهوالها، يقال: أصابتهم قوارع الدهر، أي: أهواله، وشدائده، ونعوذ بالله من قوارع فلان، ولواذعه، وقوارص لسانه (جمع قارصة، وهي الكلمة المؤذية). هذا؛ وقد قال تعالى في بيان أهوالها، وشدائدها:

{الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ..}. إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>