للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{عَدُوًّا} خبر {كانَ}. {لِلّهِ:} متعلقان ب‍ {عَدُوًّا} أو بمحذوف صفة له. {وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ:}

معطوفان على لفظ الجلالة، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ:} معطوفان أيضا، وعلامة الجر فيهما الفتحة نيابة عن الكسرة لمنعهما من الصّرف، للعلمية، والعجمية.

{فَإِنَّ:} (الفاء): واقعة في جواب الشرط. (إنّ): حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها.

{عَدُوٌّ:} خبرها. {لِلْكافِرِينَ:} متعلقان ب‍ {عَدُوٌّ} أو بمحذوف صفة له، وقيل: جواب الشرط محذوف، كالآية السابقة، كما رأيت تقديره، والجملة الاسمية معطوفة على ذلك المحذوف، وخبر المبتدأ الذي هو مختلف فيه، كما رأيت فيما تقدم. هذا؛ واعتبار ({مَنْ}) موصولة في هذه الآية، وسابقتها رقم [٨١] ضعيف والجملة الاسمية: {مَنْ كانَ..}. إلخ فهي بمنزلة التوكيد للآية السابقة.

{وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ (٩٩)}

الشرح: المعنى أنزلنا إليك يا محمد علامات واضحات، دالاّت على نبوّتك. وتلك الآيات هي ما حواه كتاب الله من خفايا علوم اليهود، ومكنونات سرائر أخبارهم، وأخبار أوائلهم من بني إسرائيل، والنبأ عما تضمّنته كتبهم التي لم يكن يعلمها إلا أحبارهم، وعلماؤهم، وما حرفه أوائلهم، وأواخرهم، وما بدّلوه من أحكامهم التي كانت في التوراة، فأطلع الله في كتابه الذي أنزله على نبيّه محمد صلّى الله عليه وسلّم، فكان في ذلك من أمره الآيات البينات لمن أنصف من نفسه، ولم يدعهم إلى تبديلها، وإنكارها إلا الحسد، والبغي. والآية الكريمة نزلت ردا على ابن صوريا، وغيره من أحبار اليهود الذين قالوا: ما أنزل في التوراة في شأن محمد صلّى الله عليه وسلّم من شيء.

{وَما يَكْفُرُ بِها:} بالآيات الموجودة في القرآن الكريم، وفي التوراة الصحيحة قبل التحريف، والتبديل. {إِلاَّ الْفاسِقُونَ:} الكافرون، والفاجرون الخارجون عن طاعة الله، وطاعة رسله.

الإعراب: {وَلَقَدْ:} الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف، تقديره: والله. والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم، واللام: واقعة في جواب القسم. (قد):

حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {أَنْزَلْنا:} فعل وفاعل. {إِلَيْكَ} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية جواب القسم، لا محل لها، والقسم وجوابه كلام مستأنف، انظر الآية رقم [٦٥]. {آياتٍ:} مفعول به. {بَيِّناتٍ:} صفة الآيات، وعلامة نصبهما الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنهما جمعا مؤنث سالمان.

{وَما:} الواو: واو الحال. ({ما}): نافية. {يَكْفُرُ:} فعل مضارع. {بِها:} متعلقان بما قبلهما. {إِلاَّ:} حرف حصر. {الْفاسِقُونَ:} فاعل. {يَكْفُرُ:} مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة: ({ما يَكْفُرُ}) في محل نصب حال من {آياتٍ} والرابط: الواو، والضمير، وساغ ذلك؛ لأن {آياتٍ}

<<  <  ج: ص:  >  >>