للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعلقان ب‍: {أَعْلَمُ}. و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة. فهي مبنية على السكون في محل جر بالباء. {تُفِيضُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله. {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، واعتبارها مصدرية ضعيف، والجملة الاسمية:

{هُوَ أَعْلَمُ..}. إلخ في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الضمير فقط.

{كَفى:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {بِهِ:} الباء: حرف جر صلة، والضمير فاعل {كَفى،} فهو مجرور لفظا، مرفوع محلا. {شَهِيداً:} تمييز، ويقال:

حال. والمعتمد الأول. {بَيْنِي:} ظرف مكان متعلق ب‍: {شَهِيداً} منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة. (بينكم): ظرف مكان معطوف على ما قبله، والكاف في محل جر بالإضافة، وجملة: {كَفى..}. إلخ في محل نصب مقول القول أيضا، والجملة الاسمية: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الواو، والضمير.

{قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلاّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٩)}

الشرح: {قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ} أي: ما كنت أول الرسل، بل جاء رسل قبلي كثيرون، وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-: البدع: الأول. وقيل: هو على حذف مضاف، التقدير: ذا بدع؛ أي: أبتدع ما لا يبتدعون، وأدعو ما لا يدعون، وأفعل ما لا يفعلون، وإنما أسير على طريقتهم، وأنهج نهجهم من الدعوة إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له. فقد كانوا يقترحون عليه صلّى الله عليه وسلّم الايات، ويسألونه عمّا لم يوح به إليه من الغيوب، فقيل له: {قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ} فآتيكم بكل ما تقترحونه، وأخبركم بكل ما تسألون عنه من المغيبات، فإن الرسل لم يكونوا يأتون إلاّ بما آتاهم الله من آياته، ولا يخبرون إلاّ بما أوحي إليهم.

{وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ:} لأنه لا علم لي بالغيب ما يفعل الله بي، وبكم فيما يستقبل من الزمان من أفعاله، ويقدر لي، ولكم من قضاياه. {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ ما يُوحى إِلَيَّ}. وعن الحسن البصري-رحمه الله تعالى-: وما أدري ما يصير إليه أمري وأمركم في الدنيا، ومن الغالب منا والمغلوب. وعن الكلبي قال له أصحابه، وقد ضجروا من أذى المشركين: حتى متى نكون على هذا؟ فقال: ما أدري ما يفعل بي، ولا بكم، أأترك بمكة، أم أؤمر بالخروج إلى أرض قد رفعت لي، ورأيتها-يعني في منامه-ذات نخيل وشجر؟

هذا؛ وقال القرطبي: يريد يوم القيامة. ولما نزلت فرح المشركون، واليهود، والمنافقون، وقالوا: كيف نتبع نبيا لا يدري ما يفعل به، ولا بنا، وأنه لا فضل له علينا؟ ولولا أنه ابتدع

<<  <  ج: ص:  >  >>