الجنة، ولا يذكر الغضب، والسخط إلا ويذكر الرضا، والرحمة؛ ليكون المؤمن خائفا راجيا، وراهبا راغبا... إلخ.
الإعراب:(الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {آمَنُوا:} فعل، وفاعل، والألف للتفريق. وانظر إعراب:{قالُوا} في الآية رقم [٥] فهو مثله، والجملة الفعلية مع المتعلق المحذوف صلة الموصول. {الصّالِحاتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، وجملة:{وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} معطوفة على جملة الصلة لا محل لها مثلها. {لا:} نافية. {نُكَلِّفُ:} مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره:
«نحن»، {نَفْساً:} مفعول به أول. {إِلاّ:} حرف حصر. {وُسْعَها:} مفعول به ثان، و (ها):
ضمير متصل في محل جر بالإضافة. هذا؛ وعلى القراءة الثانية ف:(تكلّف) مضارع مبني للمجهول، و (نفس) نائب فاعله، وهو المفعول الأول، وعلى القراءتين فالجملة الفعلية معترضة بين المبتدأ، والخبر، لا محل لها. وجوز أبو البقاء اعتبارها خبرا أول، وهو ضعيف. {أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ..}. إلخ انظر إعراب هذا الكلام في الآية رقم [٣٦] والجملة الاسمية: {أُولئِكَ..}.
إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{وَالَّذِينَ آمَنُوا..}. إلخ معطوفة على الجملة الاسمية:{إِنَّ الَّذِينَ..}. إلخ في الآية [٤٠].
الشرح:{وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} أي: وأخرجنا ما في صدور المؤمنين من حسد، وحقد، وعداوة كانت بينهم في الدنيا فجعلناهم إخوانا على سرر متقابلين، لا يحسد بعضهم بعضا على شيء خص الله به بعضهم دون بعض. ومعنى نزع الغل: تصفية الطباع، وإسقاط الوساوس، ودفعها من أن ترد على القلب، حتى يكون القلب خاليا من كل غش. وانظر (نا) في الآية رقم [٧].
روي عن علي-كرم الله وجهه-: أنه قال: فينا والله أهل بدر نزلت: {وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ}. وروي عنه أيضا: أنه قال: إني لأرجو أن أكون أنا، وعثمان، وطلحة، والزبير منهم. هذا؛ و (الغل) بالمعنى المذكور بكسر الغين، وهو بضمها القيد من الحديد، وحرارة العطش أيضا. هذا؛ و «الغلول» من المغنم خاصة، لا من الخيانة، ولا من الحقد. انظر الآية رقم [٣/ ١٦١]. {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ} أي: من تحت قصورهم، ومساكنهم؛ التي يسكنونها. {الْأَنْهارُ:} جمع: نهر، وهو معروف في الدنيا، ولكن شتان ما بين أنهار الجنة،