وفاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {حَيْثُ} إليها. {فَوَلِّ:} الفاء: حرف جر صلة، وإن اعتبرتها حرفا أصليّا دالاّ على الاستئناف؛ فالواو تكون زائدة. (ولّ): فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، الفاعل مستتر تقديره: أنت.
{وَجْهَكَ:} مفعول به أوّل، والكاف في محل جر بالإضافة. {شَطْرَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، وقيل: هو مفعول ثان، وهو مضاف، و {الْمَسْجِدِ} مضاف إليه. {الْحَرامِ:} صفة:
{الْمَسْجِدِ،} والجملة الفعلية: (ولّ...) إلخ مستأنفة لا محلّ لها. هذا؛ وهناك أوجه أخر في إعراب ما تقدّم، فبعضهم يعتبر {حَيْثُ} شرطا يحتاج إلى فعل شرط، وجواب، والفعل {خَرَجْتَ} شرطه، وجملة {فَوَلِّ} جوابه، وهذا غير مسلّم؛ لأنه يشترط أن تتصل (ما) ب {حَيْثُ} لتكون من أدوات الشرط الجازمة، وبعضهم يعلق:{وَمِنْ حَيْثُ} بفعل محذوف عطف عليه: {فَوَلِّ،} والتقدير: ومن حيث خرجت افعل ما أمرت به فول... إلخ، وهذا ظاهر فيه التكلف. فالوجه ما ذكرته أولا. والله أعلم.
{وَإِنَّهُ:} الواو: واو الحال، ({إِنَّهُ}): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه. {لَلْحَقُّ:} اللام: هي المزحلقة. (الحق): خبر (إنّ)، والجملة الاسمية في محل نصب حال من التوجه المفهوم من الكلام السابق، وهو أقوى من الاستئناف، والعطف لا وجه له هنا، والرابط: الواو، والضمير.
{مِنْ رَبِّكَ:} متعلقان بمحذوف حال من: (الحق)، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {وَمَا:} الواو: حرف عطف. ({مَا}): نافية حجازية تعمل عمل «ليس»، {اللهُ:} اسمها. {بِغافِلٍ:} الباء حرف جر صلة. (غافل): خبر (ما) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية معطوفة على (ما) قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها.
فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب (عن)، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، والرابط محذوف، التقدير: عن الذي، أو: عن شيء تعملونه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر ب (عن) التقدير: بغافل عن عملكم.
الشرح:{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ..}. إلخ: هذا أمر ثالث من الله تعالى باستقبال المسجد الحرام من جميع أقطار الأرض. وقد اختلفوا في حكمة هذا التّكرار ثلاث مرّات، فقيل: تأكيد