الإعراب:{وَإِذا:} الواو: حرف عطف. ({إِذا}): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك مبني على السكون في محل نصب.
{تَوَلّى:} فعل ماض مبني على فتح مقدّر على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر، يعود إلى (من) تقديره: هو، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة ({إِذا}) إليها على القول المشهور المرجوح، وجملة:{سَعى فِي الْأَرْضِ} جواب ({إِذا})، لا محل لها، و ({إِذا}) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، ويجوز عطفه على جملة:{يُعْجِبُكَ..}. إلخ في الآية السابقة، فيكون من جملة الصلة، أو الصفة مثلها:{لِيُفْسِدَ:} فعل مضارع منصوب ب «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل يعود إلى (من) أيضا، {فِيها:} جار ومجرور متعلقان به، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جرّ باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل:{سَعى}.
{وَيُهْلِكَ:} معطوف على: (يفسد) منصوب مثله، والفاعل يعود إلى «من» أيضا. {الْحَرْثَ:}
مفعول به. {وَالنَّسْلَ:} معطوف عليه. {وَاللهُ:} الواو واو الحال، ({اللهُ}) مبتدأ. {لا:} نافية.
يحب: فعل مضارع، والفاعل يعود إلى الله. {الْفَسادَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من:{الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} والرابط: الواو فقط، وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها.
الشرح:{وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ..}. إلخ: أي: إذا وعظ هذا الفاجر في مقاله، وفعاله، وقيل له: اتق الله، وانزع عما أنت عليه من التلوّن، وارجع إلى الحق؛ امتنع، وأبى، وأخذته الحميّة، والغضب بالإثم. قال القرطبي-رحمه الله تعالى-: هذه صفة الكافر، والمنافق الذّاهب بنفسه زهوا، ويكره للمؤمن أن يوقعه الحرج في بعض هذا. وقال عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-: إن من أكبر الذنوب عند الله أن يقال للعبد: اتق الله، فيقول: عليك بنفسك. وروي: أنه قيل لعمر -رضي الله عنه-: اتق الله، فوضع خده على الأرض تواضعا لله تعالى. لكن في هذه الأيام إذا قيل لأحدهم: هذا لا يحله الشرع، وإن أحله القانون؛ يقول: هو لا يؤمن بهذا الشرع.
هذا؛ و {الْعِزَّةُ:} القوة، والغلبة، من: عزّه، يعزه: إذا غلبه، قال تعالى في سورة (النساء) رقم [١٣٩]: {أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً} وقال تعالى في سورة (فاطر) رقم [١٠]:
{مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} وفي سورة (المنافقون) رقم [٨]: {وَلِلّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} والعزة في هذه الآية: الحمية، والأنفة، ومنه قول الشاعر:[الرمل]