والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: أخلفوا الذي، أو شيئا وعدوه به. وأجاز الجمل اعتبار {بِما} مصدرية، وقدر: بسبب إخلافهم الله الوعد، فيبقى (وعد): بلا مفعول ثان، و {بِما} المصدرية والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، التقدير: بسبب إخلافهم الله... إلخ. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أعقب)، وساغ تعدد المتعلق، لاختلاف الجار، وإعراب:{وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ} مثل إعراب: {بِما أَخْلَفُوا} بلا فارق. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، أجل، وأكرم.
الشرح:{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ..}. إلخ أي: ألم يعلم هؤلاء المنافقون: أن الله يعلم ما تنطوي عليه صدورهم من النفاق، ويعلم ما يتناجون به فيما بينهم، والمعنى: يعلم الله جميع أحوالهم لا يخفى عليه شيء منها، هذا؛ والنجوى هو الخفي من الكلام يكون بين القوم، وانظر (العلم) والمعرفة في الآية رقم [٦١] الأنفال، {عَلاّمُ}: صيغة مبالغة، {الْغُيُوبِ}: جمع غيب، وهو كل ما غاب عن أعين المخلوقات، وفي الآية توبيخ، وتقريع للمنافقين الذين يعدون، ولا يوفون، ويعهدون، وينقضون، والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.
الإعراب:{أَلَمْ}: الهمزة: حرف استفهام إنكاري. (لم): حرف نفي وقلب وجزم. {يَعْلَمُوا}:
مضارع مجزوم ب (لم)، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، {أَنَّ}: حرف مشبه بالفعل، {اللهَ}: اسمها، {يَعْلَمُ}: مضارع، والفاعل يعود إلى {اللهَ}.
{سِرَّهُمْ}: مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، واكتفى الفعل بمفعول واحد؛ لأنه من المعرفة. {وَنَجْواهُمْ}: معطوف على ما قبله منصوب مثله، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والهاء: في محل جر بالإضافة، وجملة:{يَعْلَمُ..}. إلخ، في محل رفع خبر (أن)، و (أن) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعول، أو مفعولي {يَعْلَمُوا} على اعتباره من المعرفة، أو من العلم، والمصدر المؤول من {وَأَنَّ اللهَ عَلاّمُ} معطوف على ما قبله، و {عَلاّمُ}: مضاف، و {الْغُيُوبِ}: مضاف إليه، من إضافة مبالغة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة الفعلية:{أَلَمْ يَعْلَمُوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.
الشرح:{يَلْمِزُونَ}: يعيبون، وانظر الآية رقم [٥٩]، {الْمُطَّوِّعِينَ}: أصله المتطوعين، أدغمت التاء في الطاء؛ لأنهما من مخرج واحد، والتطوع: التبرع بالشيء، وهو ما ليس بفرض،