وما هو أحسن تكشيفا لما بعثت عليه، ودلالة على صحته، يعني: إن تنزيله مفرقا، وتحديهم بأن يأتوا ببعض تلك التفاريق، كلما نزل شيء منها دخل في الإعجاز من أن ينزل كله جملة.
الإعراب:{وَلا:} الواو: حرف استئناف. (لا): نافية. {يَأْتُونَكَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والكاف مفعوله. {بِمَثَلٍ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {إِلاّ:} حرف حصر. {جِئْناكَ:} فعل ماض، و (نا): فاعله، والكاف مفعول به. {بِالْحَقِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الفاعل، أو من المفعول، والجملة الفعلية:{جِئْناكَ بِالْحَقِّ} في محل نصب حال مستثنى من عموم الأحوال، وهي على تقدير قد قبلها. (أحسن): معطوف على (الحق) مجرور مثله، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للصفة ووزن أفعل. {تَفْسِيراً:} تمييز.
الشرح:{الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ:} فعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-: أن رجلا قال: يا رسول الله! قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ} أيحشر الكافر على وجهه؟! فقال صلّى الله عليه وسلّم:«أليس الّذي أمشاه على الرّجلين في الدّنيا قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟!» قال قتادة رحمه الله تعالى حين بلغه: بلى وعزة ربنا! رواه البخاري ومسلم، وانظر الآية رقم [٩٧] من سورة (الإسراء)، والآية رقم [١٠٢] من سورة (طه) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.
{أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً} أي: مكانة ومنزلة، أو مسكنا ومنزلا. {وَأَضَلُّ سَبِيلاً} أي: أخطأ طريقا، والطريق لا تضل، وإنما هو من الإسناد المجازي للمبالغة، والمعنى: إن حاملكم على هذه الأسئلة أنكم تضلون سبيله، وتحتقرون منزلته ومكانته، ولو نظرتم بعين الإنصاف، وأنتم من المسحوبين على وجوههم؛ لعلمتم أن مكانكم شر من مكانه، ومنزلة سبيلكم أضل من سبيله.
هذا؛ وانظر الآية رقم [٩٧] من سورة (الإسراء).
الإعراب:{الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، تقديره: أعني، أو أذم. أو هو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هم الذين، أو هو في محل رفع مبتدأ خبره ما يأتي. {يُحْشَرُونَ:} مضارع مبني للمجهول مرفوع، والواو نائب فاعله، والجمل الفعلية صلة الموصول لا محل لها. {عَلى وُجُوهِهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، التقدير: يحشرون مكبوبين على وجوههم، والهاء في محل جر بالإضافة. {إِلى جَهَنَّمَ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {أُوْلئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {شَرٌّ:} خبر المبتدأ. {مَكاناً:}