للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقوى هاهنا (ويشير إلى صدره) بحسب امرئ من الشّرّ أن يحقر أخاه المسلم. كلّ المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله». رواه مسلم وغيره، وقال تعالى في سورة (الحجرات): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ}.

الإعراب: {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ:} الفاء: حرف عطف. (اتخذتموهم): ماض مبني على السكون، والتاء فاعله، والميم علامة جمع الذكور، وحركت بالضم لتحسين اللفظ، فتولدت واو الإشباع، والهاء مفعول به أول. {سِخْرِيًّا:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {إِنَّهُ كانَ..}. إلخ، وقد قال الجمل: هي محط التعليل؛ أي: للنهي عن الكلام. {حَتّى:} حرف غاية وجر بعدها «أن» مضمرة. {أَنْسَوْكُمْ:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لا لتقائها ساكنة مع واو الجماعة التي هي فاعله، والكاف مفعول به أول. {ذِكْرِي:} مفعول به ثان أوصل الفعل إليه همزة التعدية، فهو منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، و «أن» المضمرة بعد {حَتّى} والفعل (أنسوكم) في تأويل مصدر في محل جر ب‍: {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. هذا؛ ويعتبر الجرجاوي في إعرابه لشواهد ابن عقيل {حَتّى} في مثل ذلك حرف ابتداء، والمعنى على ما جريت عليه في الإعراب. تأمل. (كنتم): ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {مِنْهُمْ:} متعلقان بما بعدهما، وجملة: (تضحكون منهم) في محل نصب خبر (كان)، وجملة {وَكُنْتُمْ..}. إلخ معطوفة على جملة (اتخذتموهم...) إلخ لا محل لها مثلها.

{إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (١١١)}

الشرح: {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا} أي: على أذاكم، واستهزائكم بهم، وصبروا على طاعتي، وانظر (الصبر) في الآية رقم [٨٥] من سورة (الأنبياء). {أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ} أي:

بجميع مراداتهم في جنة عرضها السموات والأرض. هذا؛ وإعلال (فائز) مثل إعلال (قائم) في الآية رقم [٢٦] من سورة (الحج).

هذا؛ و (الجزاء) و (المجازاة): المكافأة على عمل ما، تكون في الخير، وتكون في الشر، فمن الأول ما في الآية الكريمة، وقوله تعالى في سورة (الرحمن): {هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ} والثاني مثل قوله تعالى في آيات كثيرة بعد أن يذكر عذاب الكافرين، والظالمين:

{وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ،} {وَذلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ} هذا؛ والفعل جزى، يجزي ينصب مفعولين.

الإعراب: {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {جَزَيْتُهُمُ:} فعل، وفاعل ومفعوله الأول، والثاني محذوف، التقدير: جزيتهم النعيم المقيم. {الْيَوْمَ:} ظرف متعلق بما

<<  <  ج: ص:  >  >>