في سورة (الفرقان) رقم [١٧] وهذا مبني على مذهبه في الاعتزال، وهو أن العبد يخلق أفعال نفسه، وأما مذهب أهل السنة، فإن الله خالق للعبد، ولعمله، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٨] من سورة (فاطر).
الإعراب:{وَيَوْمَ:} الواو: حرف عطف، أو حرف استئناف. (يوم): مفعول به لفعل محذوف، تقديره: اذكر، أو هو ظرف زمان متعلق به. {يَحْشُرُهُمْ:} فعل مضارع، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر، تقديره:«هو»، يعود إلى (الله) أو تقديره: «نحن» على قراءته بالنون، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (يوم) إليها. {جَمِيعاً:}
حال من الضمير المنصوب، وفيها معنى التوكيد. {ثُمَّ:} حرف عطف. {يَقُولُ:} فعل مضارع، وفاعله تقديره:«هو»، أو:«نحن». {لِلْمَلائِكَةِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما.
{أَهؤُلاءِ:} الهمزة: حرف استفهام. الهاء: حرف تنبيه لا محل له. (أولاء): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. {إِيّاكُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم، وفيه دليل على جواز تقديم خبر (كان) عليها؛ لأن تقديم معمول الخبر يؤذن بصحة تقديم الخبر. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق، وجملة:{يَعْبُدُونَ} مع مفعوله المقدم في محل نصب خبر (كان)، وجملة:«كانوا يعبدون إياكم» في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{أَهؤُلاءِ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{يَقُولُ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثلها، وجملة:
«اذكر يوم...» إلخ معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين.
الشرح:{قالُوا} أي: قال الملائكة. {سُبْحانَكَ} أي: تعاليت، وتقدست، وتنزهت عن أن يكون معك إله. {أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ} أي: نحن نتولاك بالعبادة، والتقديس، ولا نتولاهم، فبينوا بإثبات موالاة الله، ومعاداة الكفار براءتهم من الرضا بعبادتهم لهم. {بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} أي: الشياطين؛ حيث أطاعوهم في عبادة غير الله. قال القرطبي-رحمه الله تعالى-:
وفي التفاسير أن حيّا يقال لهم:«بنو مليح» من خزاعة كانوا يعبدون الجن، ويزعمون: أن الجن تتراءى لهم، وأنهم ملائكة، وأنهم بنات الله، وهو قوله تعالى:{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً..}.
إلخ الآية رقم [١٥٨] من سورة (الصافات) انظر شرحها هناك. {أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ:} الضمير الأول للإنس، أو للمشركين، والأكثر بمعنى الكل، والثاني للجن.
قال الخازن: فإن قلت: قد عبدوا الملائكة، فكيف وجه قوله:{بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} قلت: أراد أن الشياطين زينوا لهم عبادة الملائكة، فأطاعوهم في ذلك، فكانت طاعتهم