للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجملة: {أَبَعَثَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، والجملة: {وَما مَنَعَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. وقيل: هي من مقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

{قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً (٩٥)}

الشرح: في هذه الآية رد لشبهة الكافرين الذين يستنكرون أن يكون الرسول بشرا، فأعلمهم الله تعالى: أن الملك إنما يرسل إلى الملائكة؛ إذ لو أرسل ملكا إلى البشر؛ لما استطاعوا أن يروه على الهيئة التي خلق عليها، وإنما أقدر الأنبياء على ذلك، وخلق فيهم ما يقدرون به، ليكون ذلك آية لهم ومعجزة، وقد تقدم نظير ذلك في سورة (الأنعام) رقم [٨ و ٩] وسيأتي مثله في سورة (الفرقان) إن شاء الله تعالى.

الإعراب: {قُلْ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {لَوْ:} حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {كانَ:} ماض ناقص. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بمحذوف خبر {كانَ} مقدم. {مَلائِكَةٌ:}

اسمها مؤخر. هذا؛ وأجيز اعتبار: {كانَ} تامة فيكون الملائكة فاعله، و {فِي الْأَرْضِ} متعلقان بالفعل {يَمْشُونَ}. {يَمْشُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {مُطْمَئِنِّينَ:} حال من واو الجماعة منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

وجملة: {يَمْشُونَ..}. إلخ في محل رفع صفة ملائكة، وجملة: {كانَ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {لَنَزَّلْنا:} اللام واقعة في جواب {لَوْ}. (نزلنا):

فعل، وفاعل. {عَلَيْهِمْ:} متعلقان بما قبلهما. {مِنَ السَّماءِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {مَلَكاً} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة: «نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا». {مَلَكاً:} مفعول به. {رَسُولاً:} انظر الآيتين السابقتين فهو مثلهما، وجملة: {لَنَزَّلْنا..}. إلخ جواب (لو)، لا محل لها، ولو ومدخولها في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ لَوْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (٩٦)}

الشرح: يروى: أن كفار قريش قالوا حين سمعوا قوله: {هَلْ كُنْتُ إِلاّ بَشَراً رَسُولاً:} فمن يشهد لك أنك رسول الله، فنزلت هذه الآية. والمعنى: أكتفي بالله شهيدا بأني عبده، ورسوله؛ حيث أجرى المعجزة على وفق دعواي، وعلى أني بلغت ما أرسلت به إليكم، وأنكم عاندتم، وكذبتم، وأعتقد بأن الله عليم خبير بصير بأحوال عباده المنذرين والمنذرين، وأنّه تعالى يجازيهم على أعمالهم. وفيه تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ووعيد للكفار.

<<  <  ج: ص:  >  >>