للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(يمسك): مضارع، والفاعل يعود إلى الله. {السَّماءَ:} مفعول به، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {أَنْ تَقَعَ:} مضارع منصوب ب‍: {أَنَّ،} والفاعل يعود إلى {السَّماءَ}.

{عَلَى الْأَرْضِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {إِلاّ:} حرف حصر. {بِإِذْنِهِ:} متعلقان بمحذوف حال مستثنى من عموم الأحوال، والهاء في محل جر بالإضافة، والمصدر المؤول من: {أَنْ تَقَعَ} في محل نصب بدل اشتمال من {السَّماءَ،} التقدير: ويمسك وقوعها بمعنى: يمنعه، أو هو في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: لئلا تقع، وهذا عند الكوفيين، وأما البصريون؛ فيعتبرون المصدر المؤول في محل جر بإضافة مفعول لأجله إليه محذوف، التقدير: كراهة وقوعها. تأمل. {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {بِالنّاسِ:} متعلقان بما بعدهما على التنازع. {لَرَؤُفٌ:} خبر {أَنَّ،} واللام هي المزحلقة. {رَحِيمٌ:} خبر ثان، والجملة الاسمية: {أَنَّ اللهَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ (٦٦)}

الشرح: {وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ:} أنشأكم، ولم تكونوا شيئا، أو بعد أن كنتم نطفا في الأصلاب. {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ:} عند انقضاء آجالكم. {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ:} يوم القيامة للحساب، والثواب، والعقاب. {إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ:} لجحود للنعم مع ظهورها، وتكاثرها {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفّارٌ}. هذا؛ وانظر شرح {ثُمَّ} في الآية رقم [٦٥] من سورة (الأنبياء)، وشرح (الكفر) في الآية رقم [٣٠] منها.

تنبيه: لقد ذكر الله تعالى في الآيات الأربع من آثار قدرته ستة أشياء:

أولها: إنزال المطر الناشئ عنه اخضرار الأرض، وفسر الرؤية بالعلم دون الإبصار؛ لأن الماء وإن كان مرئيا؛ إلا أن كون الله منزلا له من السماء غير مرئي، وقال: {فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ} دون أصبحت لإفادته بقاء أثر المطر زمانا بعد زمان.

الثاني: قوله: {لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} ومن جملته خلق المطر، والنبات نفعا للحيوان، مع أن الله لا يحتاج لذلك، ولا ينتفع به.

الثالث: تسخير ما في الأرض، أي: ذلك لكم، كل ما فيها كالحجر، والحديد، والنار لما يراد منها، والحيوان للأكل، والركوب، والحمل عليه، والنظر إليه.

الرابع: تسخير الفلك بالماء، والأرياح، فلولا أن الله سخرها، لكانت تغوص، أو تقف.

الخامس: إمساك السماء؛ لأن النعم المتقدمة لا تكمل إلا به، والسماء جرم ثقيل، وما كان كذلك لا بد له من السقوط؛ لولا مانع يمنعه منه، وهو القدرة، فأمسكها الله بقدرته؛ لئلا تقع، فتبطل هذه النعم التي امتن الله بها علينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>