مضارع، والهاء مفعول به. {الْمُقَرَّبُونَ:} فاعله مرفوع... إلخ، والجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية ل: {كِتابٌ}.
{إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (٢٢) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (٢٣) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (٢٤)}
الشرح: {إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ:} انظر الآية رقم [١٣] من سورة (الانفطار). {عَلَى الْأَرائِكِ:}
جمع: أريكة. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٣] من سورة (الدهر) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.
{يَنْظُرُونَ:} إلى ما أعد الله لهم من الكرامات. وقيل: ينظرون إلى أعدائهم في النار كيف يعذبون.
وقيل: ينظرون إلى ربهم. {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} أي: بهجته، وغضارته، ونوره. يقال:
أنضر النبات: إذا أزهر، ونوّر، والمعنى: إذا رأيتهم تعرف: أنهم من أهل النعمة لما ترى على وجوههم من النور، والحسن، والبياض. هذا؛ والنضرة في الوجه، والسرور في القلب.
الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الْأَبْرارَ:} اسمها. {لَفِي:} اللام: هي المزحلقة.
(في نعيم): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (إنّ)، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.
{عَلَى الْأَرائِكِ:} متعلقان بما بعدهما. {يَنْظُرُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المستقر في الخبر المحذوف، أو هي في محل رفع خبر ثان، أو هي مستأنفة، لا محل لها.
{تَعْرِفُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». ويقرأ الفعل بالبناء للمجهول، ورفع (نضرة) على أنه نائب فاعله. {فِي وُجُوهِهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {نَضْرَةَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {النَّعِيمِ} مضاف إليه، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الضمير فقط، وهي حال متداخلة، وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها.
{يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (٢٦) وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨)}
الشرح: {يُسْقَوْنَ} أي: الأبرار. وانظر الآية رقم [٢١] من سورة (الدهر) فالبحث فيها جيد.
{مِنْ رَحِيقٍ} أي: من شراب لا غش فيه. قاله الأخفش، والزجاج. وقيل: الرحيق: الخمر الصافية، الطيبة البيضاء، والرحيق اسم من أسماء الخمر. قال حسان بن ثابت-رضي الله عنه-: [الكامل]
يسقون من ورد البريص عليهم... بردى يصفّق بالرّحيق السّلسل