الواو، والضمير. {فَصَدَّهُمْ:} الفاء: حرف عطف. (صدهم): فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره:«هو» يعود إلى {الشَّيْطانُ،} والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. {عَنِ السَّبِيلِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها، وأيضا جملة {وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} معطوفة على ما قبلها، و «قد» مقدرة قبل كل جملة من هذه الجمل المتعاطفة؛ لأنها كلها في محل نصب حال.
الشرح:(قارون): هو من بني إسرائيل، وقد رأيت قصته في آخر سورة (القصص) وقدم بالذكر على فرعون، وهامان لشرف نسبه بقرابته من موسى لكونه ابن عمه. (فرعون): ما أكثر ذكره في القرآن لشدة عتوه، وكثرة طغيانه. و (هامان): هو وزيره والمساعد له على عتوه، وطغيانه، وخروجه عن طاعة ربه. {وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ} أي: بالمعجزات الواضحات، والحجج الدامغات. {فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ} أي: تعالوا على الناس، وخرجوا عن طاعة الله بأرض مصر؛ حيث كان فرعون، وهامان. وأما قارون؛ فقد كان، وأهلكه الله بأرض فلسطين.
{وَما كانُوا سابِقِينَ} أي: فائتين من عذابنا، بل أدركهم العذاب، فلم يفوتوه. وانظر الآية رقم [٤] فبحثها جيد. وقيل: المعنى: وما كانوا سابقين في الكفر، والطغيان، والعصيان، بل قد سبقهم في ذلك قرون كثيرة، وأمم عديدة، مثل قوم نوح، وقوم هود، وصالح، وقوم لوط... إلخ، فأخذهم الله بذنوبهم، وما كان لهم من الله من واق.
الإعراب:{وَقارُونَ:} معطوف على: (عادا وثمود) وما بعده معطوف عليه. {وَلَقَدْ:}
انظر الآية رقم [١٤] فالإعراب فيها كاف واف، {جاءَهُمْ:} فعل ماض، والهاء مفعول به.
{مُوسى:} فاعله مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {بِالْبَيِّناتِ:} جار ومجرور، متعلقان بمحذوف حال من:{مُوسى} أي: مصحوبا بالبينات، أو ملتبسا بها، وجملة:{وَلَقَدْ جاءَهُمْ..}. إلخ جواب القسم المقدر، والقسم وجوابه، كلام مستأنف لا محل له. {فَاسْتَكْبَرُوا:} الفاء: حرف عطف. (استكبروا): فعل ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق، {فِي الْأَرْضِ:} جار ومجرور متعلقان به، والجملة الفعلية معطوفة على جواب القسم، لا محل لها أيضا. {وَما:} الواو: واو الحال. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {سابِقِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة:{وَما كانُوا سابِقِينَ} في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير، وهو أولى من اعتبارها معطوفة على ما قبلها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.