للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقوله: {فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ} هذا؛ وقال الجرجاني: (إذا) صلة؛ أي: وقعت الواقعة، مثل:

{اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ} و {أَتى أَمْرُ اللهِ}. انتهى. جمل نقلا من هنا، وهناك، وقد تصرفت فيه كثيرا.

{وَقَعَتِ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث حرف لا محل له. {الْواقِعَةُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها على بعض الأقوال المتقدمة، وهو المشهور المرجوح، وابتدائية لا محل لها على بعض الأقوال، ولا سيما قول الجرجاني. {لَيْسَ:} فعل ماض ناقص.

{لِوَقْعَتِها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {لَيْسَ} تقدم على اسمها، (وها): في محل جر بالإضافة. {كاذِبَةٌ:} اسم {لَيْسَ} مؤخر، والجملة الفعلية جواب {إِذا} على بعض الأقوال المتقدمة، ومستأنفة على بعضها الاخر. {خافِضَةٌ:} خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هي خافضة.

{رافِعَةٌ:} خبر ثان للمبتدأ المحذوف، والجملة الاسمية في محل نصب حال من {الْواقِعَةُ،} ويقرأ بنصب الاسمين على أنهما حالان من {الْواقِعَةُ} أيضا، والفراء قدر: «وقعت خافضة رافعة». واستبعد مكي الأول؛ لأن الحال في أكثر أحوالها إنما تكون لما يمكن أن يكون، ويمكن ألا يكون، والقيامة لا شك في أنها ترفع قوما إلى الجنة، وتخفض آخرين إلى النار، لا بد من ذلك، فلا فائدة في الحال، أقول: وهو فحوى قول ابن مالك في ألفيته: [الرجز] وكونه منتقلا مشتقّا... يغلب لكن ليس مستحقا

{إِذا:} بدل من قوله: {إِذا وَقَعَتِ} وقيل: تأكيد لها، أو خبر لها على أنها مبتدأ، ويجوز أن تكون متعلقة ب‍: {خافِضَةٌ رافِعَةٌ} أي: تخفض، وترفع وقت رج الأرض، وبس الجبال؛ لأنه عند ذلك ينخفض ما هو مرتفع، ويرتفع ما هو منخفض. وقيل: أي: وقعت الواقعة إذا رجت الأرض.

قاله الزجاج، والجرجاني، وهذا يعني: أن {إِذا} متعلقة بالفعل {وَقَعَتِ}. وقيل: متعلقة بفعل محذوف، تقديره: اذكر وقت رجت الأرض. {رُجَّتِ:} فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. {الْأَرْضُ:} نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها. {رَجًّا:}

مفعول مطلق، وإعراب: {وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا} مثل سابقتها بلا فارق، وهي معطوفة عليها، فهي في محل جر مثلها. {فَكانَتْ:} (الفاء): حرف عطف. (كانت): فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث، واسمها ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى {الْجِبالُ}. {هَباءً:} خبر (كان). {مُنْبَثًّا:}

صفة {هَباءً}. وجملة: {فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر أيضا. تأمل.

{وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ (١٢)}

الشرح: {وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً} أي: أصنافا ثلاثة، كل صنف يشاكل ما هو منه، كما يشاكل الزوج الزوجة، وكل صنف يكون، أو يذكر مع صنف آخر فهو زوج، وانظر ما ذكرته في سورة

<<  <  ج: ص:  >  >>