اللام: واقعة في جواب (لولا). (كنت): فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {مِنَ الْمُحْضَرِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (كان)، وجملة: {لَكُنْتُ..}. إلخ جواب (لولا) لا محل لها، و (لولا) ومدخولها معطوفة على ما قبله، فهو في محل نصب مقول القول مثله.
{أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلاّ مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٥٩) إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ (٦١)}
الشرح: {أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ:} قيل: يقول أهل الجنة هذا للملائكة حين يذبح الموت بين الجنة والنار، وينادي مناد: يا أهل الجنة خلود لا موت! ويا أهل النار خلود لا موت! كما رأيت في سورة (مريم) رقم [٣٩] فتقول الملائكة لهم: لا، فيقولون: {إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ:}
وإنما يقولونه على جهة التحدث بنعمة الله عليهم في أنهم لا يموتون، ولا يعذبون، ليفرحوا بدوام النعيم، لا على طريق الاستفهام؛ لأنهم قد علموا: أنهم ليسوا بميتين، ولا معذبين، ولكن أعادوا الكلام؛ ليزدادوا سرورا بتكراره. انتهى. خازن.
وقيل: يقول هذا الكلام المؤمن لقرينه الضال مستهزئا به، وساخرا منه، كما كان ذلك الضال يستهزئ به في الدنيا. والمعنى: هل لا تزال على اعتقادك بأننا لن نموت إلا موتة واحدة، وأنه لا حساب، ولا جزاء، ولا عذاب؟ وهو أسلوب ساحر لاذع يظهر فيه التشفي من ذلك القرين الضال، والتحدث بنعمة الله عليه. انتهى. صفوة التفاسير للصابوني.
{أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ:} والمعنى: أنخلد، ولا نموت. {إِلاّ مَوْتَتَنَا الْأُولى} أي: التي ذقنا مرارتها في الدنيا. {وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ:} والمعنى: أنحن آمنون من العذاب، فلا نعذب؟ {إِنَّ هذا} أي:
النعيم المقيم في الجنة. {لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} أي: الفلاح، والنجاح، والربح العظيم؛ الذي لا يعدله شيء. {لِمِثْلِ هذا} أي: النعيم المقيم، والربح العظيم. {فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ} أي:
الموجودون في الدنيا، فليعملوا له، فإنه جدير بالاهتمام، وصرف الوقت في تحصيله. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب: {أَفَما:} الهمزة: حرف استفهام. الفاء: حرف عطف. (ما): نافية حجازية تعمل عمل «ليس». {نَحْنُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع اسمها. {بِمَيِّتِينَ:} الباء:
حرف جر صلة. (ميتين): خبر (ما) مجرور لفظا، منصوب محلا، والجملة الاسمية معطوفة على جملة محذوفة. إذ التقدير: أنحن مخالدون منعمون، فما نحن بميتين. والكلام في محل نصب مقول القول. وهو يحتمل ما رأيته في الشرح من أن القائل المؤمن، أو أهل الجنة جميعا.
{إِلاّ:} حرف حصر. {مَوْتَتَنَا:} مفعول مطلق، والعامل فيه: (ميتين). وقيل: هو استثناء