سورة (غافر): وتسمى سورة (المؤمن) وسورة (الطّول) وهي مكية، وكذا بقية الحواميم مكيات غير آيتين، وهما قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ..}. إلخ رقم [٥٦] و [٥٧]، وعن الحسن إلا قوله:{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ..}. إلخ رقم [٥٥] وهي خمس وثمانون آية، وألف ومئة، وتسع وتسعون كلمة، وأربعة آلاف وتسعمئة وستون حرفا. انتهى. خازن. وقال القرطبي: وفي مسند الدارمي عن سعد بن إبراهيم، قال: كانت الحواميم تسمى: العرائس. وروي من حديث أنس -رضي الله عنه-أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:«الحواميم ديباج القرآن». وعن ابن مسعود-رضي الله عنه-:
(آل حم ديباج القرآن). وقال الجوهري، وأبو عبيدة: وآل حاميم سور في القرآن. وقال الفراء:
إنما هو كقولك: آل فلان، وآل فلان كأنه نسب السورة كلها إلى حم، قال الكميت:[الطويل]
وجدنا لكم في آل حاميم آية... تأوّلها منّا تقيّ ومعزب
قال أبو عبيدة: هكذا رواها الأموي بالزاي، وكان أبو عمرو يرويها بالراء. فأما قول العامة: الحواميم فليس من كلام العرب، وقال أبو عبيدة: الحواميم سور في القرآن على غير قياس، وأنشد:[الرجز]
وبالطّواسين الّتي قد ثلّثت... وبالحواميم الّتي قد سبّعت
قال: والأولى أن تجمع ب: ذوات حم، وروي: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لكلّ شيء ثمرة، وإن ثمرة القرآن ذوات حم، هنّ روضات حسان، مخضبات متجاورات، فمن أحبّ أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم». وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:«مثل الحواميم في القرآن كمثل الحبرات في الثياب». ذكرهما الثعلبي، والقرطبي.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: «الحواميم سبع، وأبواب النار سبع-انظر الآية رقم [٧٢] من سورة (الزمر) - تجيء كلّ حم منهنّ يوم القيامة على باب من هذه الأبواب، فتقول: لا يدخل النار من كان يؤمن بي، ويقرأني». وقال أبو عبيدة: وحدثني حجاج بن محمد عن أبي معشر عن محمد بن قيس قال: رأى رجل سبع جوار حسان مزيّنات في النوم، فقال: لمن أنتنّ بارك الله فيكنّ؟! فقلن:
نحن لمن قرأنا نحن الحواميم. فتلخص من مجموع هذه الأخبار: أن هذه السور السبع تسمى الحواميم، وتسمى آل حاميم، وتسمى ذوات حاميم، فلها جموع ثلاثة خلافا لمن أنكر الأول منها. تأمل. انتهى. جمل وقرطبي بتصرف.
وهذا؛ وسميت سورة (غافر) لأن الله تعالى ذكر هذا الوصف الجليل، الذي هو من صفات الله الحسنى في مطلع السورة الكريمة؛ حيث قال:{غافِرِ الذَّنْبِ..}. إلخ، وكرر ذكر