للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مطلق، أو هو ظرف مثل {مَرَّةً} في الآية رقم [٣٧]. {أُخْرى:} صفة {تارَةً} منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر.

{وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (٥٦)}

الشرح: {وَلَقَدْ أَرَيْناهُ} أي: لفرعون رأى المعجزات بعينه. {كُلَّها} أي: التي أيد الله بها موسى. وانظر الآية رقم [١٠١] من سورة (الإسراء) تجد ما يسرك. {فَكَذَّبَ} أي: فرعون موسى. {وَأَبى:} الإيمان كفرا، وعنادا، وطغيانا. وانظر شرح {أَبى} في الآية رقم [٣١] من سورة (الحجر). وانظر شرح آيات في الآية [١] منها.

الإعراب: {وَلَقَدْ:} الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف، تقديره: والله، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم. وانظر الآية رقم [٣٧]. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {أَرَيْناهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به. وانظر إعراب {نَذَرْتُ} في الآية رقم [٢٦] من سورة (مريم) عليها السّلام، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها، والقسم وجوابه كلام مستأنف، لا محل له. {آياتِنا:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، و (نا): في محل جر بالإضافة. {كُلَّها:} توكيد {آياتِنا} و (ها): في محل جر بالإضافة. (كذب): ماض، وفاعله يعود إلى فرعون، ومفعوله محذوف، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {وَأَبى:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى {فِرْعَوْنَ} أيضا، ومفعوله محذوف أيضا، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (٥٧)}

الشرح: المعنى: جئت لتوهم الناس: أنك جئت بآية توجب اتباعك والانقياد لك حتى تغلب علينا وعلى أرضنا، وذلك لما رأى معجزة اليد فقط، وهذا تعلل، وتحير ودليل على أنه علم أن موسى كان محقا حتى خاف منه على ملكه، وإلا فأي: ساحر يقدر أن يخرج ملكا من أرضه.

هذا؛ والسحر: كل ما لطف، ودق، يقال: سحره: إذا أبدى له أمرا يدق، ويخفى. وقال الغزالي في الإحياء ما نصه: السحر نوع يستفاد من العلم بخواص الجواهر، وبأمور حسابية في مطالع النجوم، فيتخذ من تلك الحواس هيكل على صورة الشخص المسحور، ويترصد له وقت مخصوص من المطالع، وتقرن به كلمات يتلفظ بها من الكفر، والفحش المخالف للشرع، ويتوصل بسببها إلى الاستغاثة بالشياطين، ويحصل من مجموع ذلك بحكم إجراء الله العادة أحوال غريبة في الشخص المسحور. انتهى. وانظر الآية رقم [٤٧] من سورة (الإسراء) تجد ما يسرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>