إذا نزل السّماء بأرض قوم... رعيناه وإن كانوا غضابا
أراد بالسماء المطر، ثمّ أعاد الضمير عليه في: رعيناه بمعنى النبات. وهذا يسمّى في فن البديع بالاستخدام.
الإعراب:{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {لا:} نافية. {يَخْفى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {شَيْءٌ:} فاعل يخفى، والجملة الفعلية في محل رفع خبر:{إِنَّ} والجملة الاسمية مبتدأة، أو مستأنفة لا محلّ لها. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بمحذوف صفة: {شَيْءٌ}. {وَلا:}
الواو: حرف عطف. ({لا}): زائدة لتأكيد النفي. {فِي السَّماءِ:} معطوفان على ما قبلها.
الشرح:{هُوَ} أي: الله. {الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ:} يخلقكم، فالتّصوير: جعل الشيء على صورة، والصّورة هيئة يكون عليها الشّيء بالتّأليف. والأرحام: جمع: رحم، وهو موضع الجنين في بطن المرأة، وغيرها من الحيوانات. {كَيْفَ يَشاءُ} أي: من الصّور المختلفة المتفاوتة في الخلقة، من ذكورة، وأنوثة، وبياض، وسواد، وحسن، وقبح، وقصر، وطول، وسلامة، وعاهة، إلى غير ذلك من السّعادة، والشّقاء. وخذ ما يلي:
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو الصّادق المصدوق:«إنّ أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات: فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقيّ، أو سعيد، ثمّ ينفخ فيه الرّوح، فإنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل الجنّة، فيدخل الجنّة، وإنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل الجنّة، حتّى ما يكون بينه، وبينها إلاّ ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النّار، فيدخل النّار». رواه البخاريّ [٣٣٣٢]، هذا؛ وانظر الآية رقم [٥] من سورة (الحج) والآية رقم [١٢] وما بعدها من سورة (المؤمنون) وانظر آية التوحيد في الآية رقم [٢٨] و [٢٩] من سورة (البقرة) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.
وفي صحيح مسلم من حديث ثوبان-رضي الله عنه-: أنّ يهوديّا قال للنبي صلّى الله عليه وسلّم: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض، إلا نبيّ، أو رجل، أو رجلان، قال:«ينفعك إن حدّثتك؟» قال: أسمع بأذني، قال: جئت أسألك عن الولد؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:«ماء الرّجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا، فعلا منيّ الرّجل منيّ المرأة؛ أذكرا بإذن الله تعالى، وإذا علا مني المرأة منيّ الرّجل آنثا بإذن الله». الحديث رقم [٣١٥][٣٤].
هذا؛ والآية وسابقتها واردتان على النّصارى، وذلك: أنّ عيسى-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-كان يخبر بالغيب، فيقول: أكلت في دارك كذا، وصنعت كذا، وأنّه أحيا