للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على تقدير «قد» قبلها. {أَلاّ:} (أن): حرف ناصب. (لا): صلة للتوكيد. {تَتَّبِعَنِ:} مضارع منصوب ب‍: (أن)، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة، أو الثابتة في قراءة أخرى مفعول به، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، و (أن) المصدرية، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: من اتباعي. والجار والمجرور متعلقان بالفعل، (منع) على أنهما مفعوله الثاني، وهذه الآية مثل الآية رقم [١٢] من سورة (الأعراف). هذا؛ والجملة الفعلية:

{مَنَعَكَ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {ما مَنَعَكَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، ويقدر قبلها كلام محذوف، فلما رجع موسى ورأى ما رأى قال... إلخ. {أَفَعَصَيْتَ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. الفاء:

حرف عطف على محذوف. (عصيت): فعل، وفاعل. {أَمْرِي:} مفعول به... إلخ، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول أيضا. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (٩٤)}

الشرح: {قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي:} ناداه بذلك مع كونهما شقيقين للأبوين استعطافا، وتلطفا، وأدخل في الرقة، والرحمة. هذا؛ ويقرأ بكسر الميم، وفتحها، وكسر اللام، وفتحها، وكسر اللام أقوى. {إِنِّي خَشِيتُ:} خفت. {أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ} أي: إن فارقتهم، وتبعتك فربما اقتتلوا بسبب اختلافهم في عبادة العجل، فتلومني على ذلك، وقد وعظتهم، ونصحتهم، فلم يأبهوا بذلك؛ لأنهم استضعفوني وقد همّوا بقتلي. وهو فحوى آية (الأعراف) رقم [١٥٠]. {وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} أي: لم تعمل بوصيتي حين قلت لك: اخلفني في قومي، وأصلح وارفق بهم، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

بعد هذا فاللحية: شعر الخدين، والذقن، وجمعها لحى، ومنبتها يقال له: لحي. وانظر خشي في الآية رقم [٨٠] من سورة (الكهف) وشرح {الْقَوْلُ} في الآية رقم [١٦] من سورة (الإسراء) وشرح (بين) في الآية رقم [٤٥] منها، وشرح (إسرائيل) في الآية [٢] منها أيضا، وشرح (أم) في الآية رقم [٧٨] من سورة (النحل).

الإعراب: {قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى (هارون). (يا): أداة نداء تنوب مناب: «أدعو».

(ابن): منادى، وهو مضاف، و (أم) مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة والمدلول عليها بالكسرة على قراءة كسر الميم، وعلى فتحها، فتكون ياء المتكلم قد قلبت ألفا، ثم حذفت للتخفيف، والفتحة على الميم تدل على الألف المحذوفة.

هذا؛ وحذف هذه الألف يكثر في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم إذا كان (ابن أم)، أو (ابن عم) والثاني: وارد في الشعر العربي كقول الشاعر: [الرجز]

<<  <  ج: ص:  >  >>