للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{قالَ..}. إلخ لا محل لها مثلها. {فَرَآهُ:} الفاء: حرف عطف. (رآه): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى المؤمن، والهاء العائدة إلى القرين مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {فِي سَواءِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وأجيز تعليقهما بمحذوف حال من الضمير المنصوب، و {سَواءِ} مضاف. و {الْجَحِيمِ} مضاف إليه.

{قالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧)}

الشرح: {قالَ} أي: المؤمن لقرينه. {تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} أي: أقسم بالله لقد قاربت تهلكني وتوقعني في النار بسبب إغوائك لي، وتزيينك لي الشر، والفساد، وعدم الإيمان بالحساب، والجزاء. وهذا الكلام كأنه شماتة بقرينه الضال، الذي هوى في جهنم وبئس المصير. هذا؛ و {تَاللهِ} قسم فيه معنى التعجب، والتاء بدل الباء، وهي مختصة باسم الله تعالى، وربما قالوا: تربي، وترب الكعبة، وتا الرحمن، والواو تختص بكل مظهر، والباء بكل مضمر، ومظهر. {وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي} أي: فضله، وتوفيقه، وعصمته من إغوائك، وهدايته لي بالاستمساك بعرى الإيمان؛ لكنت من المحضرين معك في النار، ولكنه رحمني، وتفضل عليّ، فهداني للإيمان، وأرشدني إلى توحيده: {وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللهُ}. هذا؛ والإحضار عام في كل شيء، لكن غلب استعماله في الإحضار للعذاب.

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى المؤمن، تقديره: «هو» {تَاللهِ:} متعلقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم. {إِنْ:} مخففة من الثقيلة مهملة. {كِدْتَ:} فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة، مبني على السكون، والتاء اسمه. {لَتُرْدِينِ:} اللام: هي الفارقة بين النفي والإثبات، وهي لازمة هنا، قال ابن مالك رحمه الله تعالى في ألفيته: []

وخفّفت إنّ فقلّ العمل... وتلزم اللام إذا ما تهمل

(تردين): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر، تقديره: «أنت» والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة، المدلول عليها بكسرة النون مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كادت) وجملة: {إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} جواب القسم، لا محل لها، والقسم وجوابه في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ تَاللهِ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَلَوْلا:} الواو: حرف عطف. (لولا): حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط.

{نِعْمَةُ:} مبتدأ. وهو مضاف، و {رَبِّي} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، وخبر المبتدأ محذوف، التقدير: موجودة، والجملة الاسمية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {لَكُنْتُ:}

<<  <  ج: ص:  >  >>