للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المفسرين: ابن زيد والسدي، وأما المضموم فاسم لا مصدر، والمشهور: أنها بمعنى: واحد كقصاص الشعر وقصاصة. انتهى. جمل نقلا من السمين. هذا؛ والفيقة بالكسر: اسم اللبن الذي يجتمع بين الحلبتين، صارت الواو ياء لكسر ما قبلها، قال الأعشى يصف بقرة: [البسيط]

حتى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت... جاءت لترضع شقّ النّفس لو رضعا

والجمع: فيق، ثم: أفواق، مثل: شبر وأشبار، ثم: أفاويق، قال ابن همام السلولي: [الطويل] وذمّوا لنا الدّنيا وهم يرضعونها... أفاويق حتى ما يدرّ لها ثعل

البيت في ذم علماء الدنيا، والثعل زيادة في أطباء الناقة والبقرة والشاة، وهو لا يدر، وإنما ذكره للمبالغة، والأفاويق أيضا: ما اجتمع في السحاب من ماء، فهو يمطر ساعة بعد ساعة. انتهى. قرطبي بتصرف كبير.

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {يَنْظُرُ:} فعل مضارع. {هؤُلاءِ:}

الهاء: حرف تنبيه لا محل له. (أولاء): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع فاعل. {إِلاّ:}

حرف حصر. {صَيْحَةً:} مفعول به. {واحِدَةً:} صفة لها. {ما:} نافية. {لَها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ:} حرف جر صلة. {فَواقٍ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. هذا؛ ويجوز اعتبار {فَواقٍ} فاعلا بالجار والمجرور قبله، وهذا يعني إضمار فعل: التقدير: ما يثبت لها من {فَواقٍ،} وهذا يعني: أن الجملة فعلية، وسواء أكانت الجملة اسمية، أم فعلية، فهي في محل نصب صفة ثانية لصيحة، ولا يجوز اعتبارها في محل نصب حال منها بعد وصفها ب‍: {واحِدَةً؛} لأن المعنى على الاستقبال، والجملة الفعلية: {وَما يَنْظُرُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (١٦)}

الشرح: {وَقالُوا} أي: كفار قريش. {رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا} أي: نصيبنا، وحظنا من العذاب، قال ابن عباس، ومجاهد، والضحاك: سألوا تعجيل العذاب، كما قالوا: {اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ}. رقم [٣٢] من سورة (الأنفال). وقيل: سألوا تعجيل نصيبهم من الجنة، إن كانت موجودة، ليلقوا ذلك في الدنيا.

وإنما خرج هذا منهم مخرج الاستبعاد، والتكذيب. وهذا كثير مثله في آيات القرآن الكريم، قال ابن جرير: سألوا تعجيل ما يستحقونه من الخير، أو الشر في الدنيا، وهذا الذي قاله جيد، ولما كان هذا الكلام منهم على وجه الاستهزاء، والاستبعاد، قال الله تعالى لرسوله صلّى الله عليه وسلّم آمرا له بالصبر على أذاهم، ومبشرا على صبره بالعاقبة، والنصر، والظفر. انتهى. مختصر ابن كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>