للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب، واستقبال. {تَقُولَ:} فعل مضارع منصوب ب‍: {أَنْ}. {نَفْسٌ:} فاعله، والمصدر المؤول من: {أَنْ تَقُولَ} في محل جر بإضافة مفعول لأجله محذوف، التقدير: حذر أن تقول، وعامله الفعل: (اتبعوا) أو (أنيبوا)، وقدر كثيرون عاملا محذوفا، ولا حاجة لذلك مع وجود عامل، أو في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: لئلا تقول، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: (اتبعوا). هذا؛ وقيل: إن التقدير: ومن قبل أن تقول. والأول قول البصريين، والثاني قول الكوفيين. ومثل هذه الآية قول عمرو بن كلثوم التغلبي في معلقته. وهو الشاهد رقم (٤٨) من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الوافر]

نزلتم منزل الأضياف منّا... فعجّلنا القرى أن تشتمونا

وابن هشام أيد البصريين. قال: وقول الكوفيين فيه تعسف من جهة حذف شيئين، وهما: لام العلة، ولا النافية مع إمكان حذف شيء واحد، وهو لفظ: حذر، ونحوه. (يا): أداة نداء تنوب مناب أدعو. (حسرتا): منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وقلبت ياء المتكلم ألفا، فقلبت الكسرة فتحة لمناسبتها. هذا؛ وقرئ: «(يا حسرتي)» على الأصل، وقرئ: «(يا حسرتاي)» بإلحاق ألف الندبة، وهي شاذة بعيدة، وقد وجهت هذه القراءة على أن الياء زيدت بعد الألف المنقلبة. وقال آخرون:

بل الألف زائدة. وهي أبعد لما فيه من الفصل بين المضاف، والمضاف إليه. انتهى. أبو البقاء.

والجملة الندائية في محل نصب مقول القول. {عَلى:} حرف جر. {ما:} مصدرية. {فَرَّطْتُ:}

فعل، وفاعل. {فِي جَنْبِ:} متعلقان به، و {جَنْبِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. و {ما} والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر ب‍: {عَلى،} التقدير: على تفريطي. والجار والمجرور متعلقان ب‍: (حسرتي)؛ لأنه مصدر. {وَإِنْ:} الواو: واو الحال. (إن): مخففة من الثقيلة مهملة عند البصريين، ونافية عند الكوفيين. {كُنْتُ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه.

{لَمِنَ:} اللام: هي الفارقة بين المخففة، والنافية عند البصريين، وهي بمعنى: إلا عند الكوفيين.

(من الساخرين): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (كان)، والجملة الفعلية في محل نصب حال من تاء الفاعل. والرابط: الواو، والضمير. هذا؛ ومثل الآية في وجهي إعرابها قول الشاعر، وهو الشاهد رقم [٤٢٠] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [البسيط]

أمسى أبان ذليلا بعد عزّته... وما أبان لمن أعلاج سودان

{أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧)}

الشرح: {أَوْ تَقُولَ} أي: النفس. {لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي:} أرشدني إلى دينه، وطاعته.

{لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} أي: الشرك، والمعاصي. وهذا القول قول صدق، وهو قريب من

<<  <  ج: ص:  >  >>