للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفعل قبلهما. {الْمَلائِكَةُ:} نائب فاعل، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {أَوْ:}

حرف عطف. {نَرى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «نحن». {رَبَّنا:} مفعول به، و (نا): في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها، وجملة: {وَقالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {لَقَدِ:} اللام:

واقعة في جواب قسم محذوف، تقديره: والله. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال.

{اِسْتَكْبَرُوا:} فعل ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق. {فِي أَنْفُسِهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وأجيز تعليقهما بمحذوف حال، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية: {لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا..}. إلخ جواب القسم المقدر، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محل له. (عتوا): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو فاعله، والألف للتفريق. {عَتَوْا:} مفعول مطلق. {كَبِيراً:} صفة له، وجملة: {وَعَتَوْا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. تأمل، وتدبر.

{يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (٢٢)}

الشرح: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ} أي: عند الموت، وقيل: يوم القيامة، وعلى الأول فالمراد:

ملائكة الموت، وعلى الثاني فالمراد: ملائكة العذاب. {لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ:} وذلك أن ملائكة الرحمة تبشر المؤمنين بالجنة، والرحمة، ويقولون للمجرمين: لا بشرى لكم بالخير، ولا بشارة لكم بالجنة، كما بشر المؤمنون. {وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: تقول الملائكة: حراما محرما أن يدخل الجنة إلا من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله. وقيل: إذا خرج الكفار من قبورهم تقول الملائكة لهم: حراما محرما عليكم أن تكون لكم البشرى. وقيل: هذا قول الكفار للملائكة، وذلك أن العرب كانت إذا نزلت بهم شدة، ورأوا ما يكرهون قالوا: حجرا محجورا، فهم يقولون ذلك إذا عاينوا الملائكة.

ومعنى الآية على ذلك: أنهم يطلبون نزول الملائكة، وهم إذا رأوهم عند الموت أو يوم القيامة؛ كرهوا لقاءهم، وفزعوا منهم؛ لأنهم لا يلقونهم إلا بما يكرهون، وقالوا عند رؤيتهم ما كانوا يقولونه عند لقاء العدو الموتور وشدة النازلة. هذا؛ وانظر شرح الملائكة في الآية رقم [١٠٣] من سورة (الأنبياء) أما {يَوْمَئِذٍ} فالتنوين ينوب عن جملة محذوفة دل عليها ما قبلها؛ أي: يرون الملائكة و (إذ) مضافة لهذه الجملة في الأصل، فحذفت الجملة، وعوض عنها التنوين، وكسرت الذال لالتقاء الساكنين، كما كسرت الهاء في: صه، ومه عند تنوينهما، ومثل ذلك قل في: حينئذ، وساعتئذ، ونحوهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>