للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٦١)}

الشرح: أي: ذلك النصر للمظلوم المذكور في الآية السابقة، والغفران له إذا انتقم من المعتدي بسبب أنه سبحانه وتعالى قادر على ما يشاء، ومن علامات قدرته أنه يدخل الليل في النهار، ويدخل النهار في الليل، أي: يزيد من هذا في ذاك، ومن ذاك في هذا، أو بسبب: أنه خالق الليل، والنهار، ومصرفهما فلا يخفى عليه ما يجري فيهما على أيدي عباده من الخير والشر، والبغي، والإنصاف، وأنه سميع لما يقولون، ولا يشغله سمع عن سمع، وإن اختلفت في النهار الأصوات بفنون اللغات، بصير بما يعملون، ولا يستتر عنه شيء بشيء في الليالي، وإن توالت الظلمات. انتهى. نسفي بتصرف كبير.

هذا؛ ويولج: يدخل، والماضي: أولج، فهو رباعي، ومصدره: الإيلاج، وأما الثلاثي، فهو: ولج، يلج، ومصدره: الولوج، والمراد بإيلاج الليل في النهار وبالعكس بأن يزيد كلّ منهما بما نقص من الآخر، كما هو ظاهر في طول الليل وقصره تبعا لفصول السنة، قال تعالى:

{يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ} وقيل: المراد بالإيلاج: أنه سبحانه وتعالى يجعل ظلمة الليل مكان ضياء النهار، وذلك بغيبوبة الشمس، ويجعل ضياء النهار مكان ظلمة الليل بطلوع الشمس، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {بِأَنَّ:} الباء: حرف جر. (أن): حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:}

اسمها. {يُولِجُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى {اللهَ}. {اللَّيْلَ:} مفعول به. {فِي النَّهارِ:}

متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أنّ) والتي بعدها معطوفة عليها، فهي في محل رفع مثلها، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، والمصدر المؤول من: {وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} معطوف على ما قبله، فهو في محل جر مثله. هذا؛ ويقرأ بكسر همزة «(إنّ)» فتكون الجملة الاسمية مستقلة بنفسها، ومستأنفة لا محل لها.

{ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٦٢)}

الشرح: {ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ} أي: ذو الحق، فدينه حق، وعبادته حق، والمؤمنون

<<  <  ج: ص:  >  >>