متعلق بمحذوف صفة {عَذاباً،} و {دُونَ} مضاف، و {ذلِكَ} اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {وَلكِنَّ:}(الواو): حرف عطف.
(لكنّ): حرف مشبه بالفعل. {أَكْثَرَهُمْ:} اسم (لكنّ) والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
{لا:} نافية. {يَعْلَمُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، ومفعوله محذوف للتعميم، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لكنّ) والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.
الشرح:{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ:} لقضاء ربك فيما حمّلك من الرسالة. وقيل: لبلائه فيما ابتلاك به من قومك مع إمهالهم حتى يقع بهم ما يستحقون من العقاب الشديد، والعذاب الأليم.
{فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا} أي: بمرأى منا، نرى، ونسمع ما تقول، وتفعل. وقيل: معناه: إنك بحيث نراك، ونحفظك، ونحوطك، ونحرسك، ونرعاك، فلا يصلون إليك بمكروه. وهذه الاية من المتشابهات، وفي ذلك مذهبان: مذهب السلف: التفويض، يقولون: لله عين تليق به، لا نعلمها. ومذهب الخلف: التأويل، يؤولونها بما ذكرته، وانظر الاية رقم [٤٧] من سورة (الذاريات)، والمحال عليهما بسورة (الفتح) وسورة (ص)، والله ولي التوفيق.
{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ:} اختلف في تأويله، فقال عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- وغيره: يسبح الله حين يقوم من مجلسه، فيقول: سبحان الله، وبحمده، أو سبحانك اللهم، وبحمدك، فإن كان المجلس خيرا؛ ازددت ثناء حسنا، وإن كان غير ذلك؛ كان كفارة له. ودليل هذا التأويل ما خرجه الترمذي عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من جلس مجلسا، فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه: سبحانك اللهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك؛ إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك».
وقال أبو الجوزاء، وحسان بن عطية: المعنى: حين تقوم من منامك. قال حسان: ليكون مفتتحا لعمله بذكر الله. وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا قام من الليل يتهجّد قال: «اللهمّ لك الحمد، أنت نور السموات والأرض، ومن فيهنّ، ولك الحمد، أنت قيوم السموات والأرض، ومن فيهنّ، ولك الحمد، أنت ربّ السموات والأرض، ومن فيهنّ، ولك الحمد، أنت الحقّ، ووعدك الحقّ، وقولك الحقّ، ولقاؤك الحقّ، والجنة حقّ، والنار حقّ، والساعة حقّ، والنبيون حقّ، ومحمد حقّ. اللهمّ لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت، وما أخّرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، ولا إله غيرك». متفق عليه.