للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {لِهذَا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما مفعوله في المعنى، والهاء مقحمة بين الجار والمجرور حرف لا محل له. {الْقُرْآنِ:} بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه.

{وَالْغَوْا:} الواو: حرف عطف. (الغوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {لَعَلَّكُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمها، وجملة: {تَغْلِبُونَ} في محل رفع خبرها، والجملة الاسمية مفيدة للتعليل، وجملة:

{وَقالَ الَّذِينَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٧)}

الشرح: {فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً:} يجوز أن يراد بالذين كفروا هؤلاء اللاغون، والآمرون لهم باللغو خاصة، ويجوز أن يراد بهم جميع الكفار، وهو الأولى. وانظر إذاقة العذاب في الآية رقم [٣١] من سورة (الصافات). {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ:} ولنعاقبنهم. {أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ:} والمعنى: لنجزينهم في الآخرة جزاء قبح أعمالهم؛ التي عملوها في الدنيا، وأسوأ الأعمال الشرك.

وفي الجمل نقلا عن كرخي: ولنجزينهم أقبح جزاء عملهم، وهو الشرك، وذكروا: أن إضافة {أَسْوَأَ} ليست إضافة أفعل إلى ما أضيف إليه، لقصد الزيادة عليه، ولكن من إضافة الشيء إلى ما هو بعضه من غير تفضيل، فالمراد: سيئه؛ إذ لا يختص جزاؤهم بأسوأ عملهم.

وحاصله: أن الإضافة للتخصيص، والمضاف للزيادة المطلقة.

وفي هذا تعريض بمن لا يكون عند كلام الله المجيد خاضعا، خاشعا، متفكرا، متدبرا، وتهديد، ووعيد شديد لمن يصدر عنه عند سماعه ما يشوش على القارئ، ويخلط عليه القراءة، فانظر إلى عظمة القرآن المجيد، وتأمل في هذا التغليظ، والتشديد، واشهد لمن عظّمه، وأجلّ قدره، وألقى إليه السمع؛ وهو شهيد بالفوز العظيم. انتهى. بحروفه.

الإعراب: {فَلَنُذِيقَنَّ:} الفاء: حرف استئناف. وقيل: الفاء الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر، التقدير: إن استمروا على ذلك؛ فلنذيقن. اللام: واقعة في جواب قسم محذوف.

(نذيقن): فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة؛ التي هي حرف، لا محل له، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، وجملة: {كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {عَذاباً:}

<<  <  ج: ص:  >  >>