للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن مسعود: ثم قرأ علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مصداقه من كتاب الله-عز وجل-: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ..}. إلخ. متفق عليه، والأحاديث في ذلك كثيرة.

تنبيه: دلّت الآية الكريمة، والأحاديث الصّحيحة: أنّ حكم الحاكم لا يحل المال في الباطن بقضاء الظاهر؛ إذا علم المحكوم له بطلانه. وقد روى الأئمّة عن أم سلمة-رضي الله عنها-قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّكم تختصمون إليّ، وإنّما أنا بشر مثلكم، ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض، وإنّما أقضي بينكم على نحو ما أسمع منكم، فمن قضيت له من حقّ أخيه شيئا؛ فلا يأخذه، فإنّما أقطع له قطعة من النّار، يأتي بها يوم القيامة».

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها. {يَشْتَرُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {بِعَهْدِ:} متعلقان بما قبلهما، و (عهد): مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {وَأَيْمانِهِمْ:} معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة.

{ثَمَناً:} مفعول به. {قَلِيلاً:} صفة له. {أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {لا:} نافية للجنس، تعمل عمل: «إنّ» {خَلاقَ:}

اسم. {لا} مبني على الفتح في محل نصب. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر:

{لا،} {فِي الْآخِرَةِ:} متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، والجملة الاسمية: {إِنَّ الَّذِينَ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {أُولئِكَ..}. إلخ في محل رفع خبر: {إِنَّ} والجملة الاسمية:

{إِنَّ الَّذِينَ..}. إلخ مبتدأة، أو مستأنفة، لا محل لها.

{وَلا:} الواو: حرف عطف. ({لا}): نافية. {يُكَلِّمُهُمُ:} فعل مضارع، والهاء مفعول به.

{اللهِ:} فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على الجملة الاسمية قبلها، لا محل لها مثلها، والجملتان بعدها معطوفتان عليها. {وَلَهُمْ:} الواو: حرف عطف. ({لَهُمْ}): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {عَذابٌ:} مبتدأ مؤخر. {أَلِيمٌ:} صفة له، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع أيضا.

{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٨)}

الشرح: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً} أي: من المحرّفين للتوراة، ككعب بن الأشرف، ومالك بن الصيف، وحيي بن أخطب، وغيرهم جماعة. {يَلْوُونَ:} يميلون عن قراء التوراة الصحيحة إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>