للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعرفون بسيماهم. دليله ما بعده. وعنه أيضا في الجمع بين هذه الاية، وبين قوله تعالى في سورة (الحجر) رقم [٩٢]: {فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمّا كانُوا يَعْمَلُونَ،} وقوله تعالى في سورة (الصافات) رقم [٢٤]: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ} قال: لا يسألهم: هل عملتم كذا، وكذا؛ لأنه أعلم بذلك منهم، ولكنه يسألهم: لم عملتم كذا، وكذا؟ وعنه أيضا قال: لا يسألون سؤال رحمة، وشفقة، وإنما يسألون سؤال تقريع، وتوبيخ. وقيل: لا يسأل غير المجرم عن ذنب المجرم.

وقيل: إنها مواطن، فيسأل في بعضها، ولا يسأل في بعضها. وانظر شرح الايتين في محلهما.

هذا؛ ومفرد إنس: إنسي، ومفرد جان: جني، مثل: زنج زنجي، وقال الزمخشري: فوضع الجانّ الذي هو أبو الجن موضع الجن، كما يقال: هاشم ويراد ولده. انتهى.

هذا؛ وقال قتادة: قد كانت مسألة، ثم ختم على أفواه القوم، وتكلمت أيديهم، وأرجلهم بما كانوا يعملون. انتهى. وانظر الاية رقم [٢٢] من سورة (فصلت). وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. وفيه قال: «فيلقى العبد، فيقول: أي فل! ألم أكرمك، وأسوّدك، وأزوّجك، وأسخّر لك الخيل، والإبل، وأذرك ترأس، وتربع؟ فيقول: بلى! فيقول:

أفظننت أنك ملاقيّ؟ فيقول: لا، فيقول: إني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثاني، فيقول له: مثل ذلك بعينه، ثم يلقى الثالث، فيقول له مثل ذلك، فيقول: يا ربّ آمنت بك، وبكتابك، وبرسولك، وصليت، وصمت، وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع، فيقول: هاهنا إذا، ثم يقال له: الان نبعث شاهدنا عليك، فيتفكر في نفسه من هذا الذي يشهد عليّ؟ فيختم على فيه، ويقال لفخذه، ولحمه، وعظامه: انطقي، فتنطق فخذه، ولحمه، وعظامه بعمله، وذلك ليعذر من نفسه، وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عليه». انتهى. قرطبي.

الإعراب: {فَيَوْمَئِذٍ:} (الفاء): حرف استئناف، أو هي واقعة في جواب الشرط، كما رأيت والأول أقوى. (يومئذ): ظرف زمان متعلق بالفعل بعده، (وإذ): ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل جر بالإضافة والتنوين عوض عن جملة محذوفة، انظر تقديرها في الشرح. {لا:} نافية. {يُسْئَلُ:} فعل مضارع مبني للمجهول. {عَنْ ذَنْبِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما مفعوله الثاني، والهاء في محل جر بالإضافة. {إِنْسٌ:} نائب فاعله، وهو المفعول الأول. {وَلا:} (الواو): حرف عطف. (لا): صلة لتأكيد النفي، والجملة الفعلية حسب ما ذكرته في الفاء. {فَبِأَيِّ آلاءِ..}. إلخ انظر الاية رقم [١٣].

{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ (٤١) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٢)}

الشرح: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ:} قال الحسن: هي سواد الوجوه، وزرقة الأعين. قال تعالى في سورة (طه) رقم [١٠٢]: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً،} وقال جل وعلا في سورة

<<  <  ج: ص:  >  >>