في جواب ({لَوْ}). (كان): فعل ماض ناقص. واسمه ضمير مستتر تقديره: هو يعود إلى التّكليف، أو الرضا، انظر الشرح. {خَيْراً} خبر (كان) والجملة الفعلية جواب ({لَوْ}) لا محلّ لها، و ({لَوْ}) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله. {وَأَشَدَّ} معطوف على: {خَيْراً}. {تَثْبِيتاً:} تمييز.
الشرح:{وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ..}. إلخ، لأعطيناهم، ومننّا عليهم ثوابا عظيما، وجزاء وافرا، وانظر (لدن) في الآية رقم [٤٠].
الإعراب:{وَإِذاً:} الواو: حرف استئناف. ({إِذاً}): حرف جواب، وجزاء مهمل، لا عمل له. {لَآتَيْناهُمْ:} اللام: واقعة في جواب «لو» مقدّرة، التقدير: لو ثبتوا على ما ذكر. (آتيناهم):
فعل ماض، وفاعل، ومفعوله الأول، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنّها جواب «لو» المقدرة.
{مِنْ:} حرف جر. {لَدُنّا:} اسم مبني على السكون في محل جر ب {مِنْ،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجوز تعليقها بمحذوف حال من:{أَجْراً} كان صفة له، فلمّا قدّم عليه صار حالا، (نا) ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. {أَجْراً:} مفعول به ثان. {عَظِيماً:} صفة له.
{وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٦٨)}
الشرح: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: معناه: لأرشدناهم إلى دين مستقيم هو دين الإسلام. وقيل: معناه: لهديناهم إلى الأعمال الصّالحة؛ الّتي تؤدّي إلى الصّراط المستقيم، وهو الصّراط الّذي يمرّ عليه المؤمنون إلى الجنّة؛ لأنّ الله تعالى ذكر الأجر العظيم أولا، ثمّ ذكر الصّراط المستقيم بعده؛ لأنّه هو المؤدّي إلى الجنّة. وقال البيضاوي-رحمه الله تعالى-: يصلون بسلوكه إلى جناب القدس، ويفتح عليهم أبواب الغيب، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم:«من عمل بما علم؛ أورثه الله علم ما لا يعلم».
هذا؛ والفعل (هديناهم) قد يعدّى إلى الثاني بنفسه كما في هذه الآية. وقد يعدّى إليه ب «إلى» كما في قوله تعالى في سورة (الصافات) رقم [٢٣]: {فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ} وقد يعدّى باللام، كما في قوله تعالى في سورة (الأعراف) رقم [٤٣]: {وَقالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا}.
هذا؛ والصراط المستقيم في لغة العرب: الطّريق الواضح؛ الذي لا اعوجاج فيه. قال جرير في مدح عبد الملك بن مروان:[الوافر]
أمير المؤمنين على صراط... إذا اعوجّ الموارد مستقيم