هذا؛ وبشر يطلق على الإنسان ذكرا، كان أو أنثى، مفردا كان، أو جمعا، مثل كلمة الفلك، تطلق على المفرد والجمع، وسمّي بنو آدم بشرا لبدوّ بشرتهم؛ التي هي ظاهر الجلد، بخلاف أكثر المخلوقات، فإنها مكسوة بالشعر، أو بالصوف، أو بالريش. هذا؛ وبشر يطلق على الواحد، كما في قوله تعالى:{فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا} الاية رقم [١٧] من سورة (مريم)؛ ولذا ثني في قوله تعالى:{فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا} الاية رقم [٤٧] من سورة (المؤمنون)، كما يطلق على الجمع كما في قوله تعالى:{فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً} الاية رقم [٢٥] من سورة (مريم) على نبينا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام. وقوله تعالى في سورة (المدثر) حكاية عن قول الوليد الخبيث: {إِنْ هذا إِلاّ قَوْلُ الْبَشَرِ}.
الإعراب:{كَذَّبَتْ:} فعل ماض، والتاء حرف للتأنيث، لا محل له. {ثَمُودُ:} فاعل، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {بِالنُّذُرِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما.
{فَقالُوا:}(الفاء): حرف عطف. (قالوا): ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {أَبَشَراً:}(الهمزة): حرف استفهام إنكاري. (بشرا): منصوب على الاشتغال بفعل محذوف، يفسره المذكور بعده، وهو الراجح لتقدم أداة هي بالفعل أولى. {مِنّا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة (بشرا). {واحِداً:} فيه وجهان: أظهرهما: أنه نعت ل: (بشرا) إلا أنه يشكل عليه تقديم الصفة المؤولة على الصريحة، ويجاب: بأن {مِنّا} حينئذ ليس وصفا، بل حالا من {واحِداً} قدم عليه، والثاني: أن {واحِداً} حال من هاء {نَتَّبِعُهُ} وهو مخلص من الإعراب المتقدم إلا أن المرجح لكونه صفة قراءتهما مرفوعين: (أبشر منا واحد نتبعه) أي: على المبتدأ، والخبر. فهذا يرجح كون {واحِداً} نعتا ل: (بشرا) لا حالا. انتهى. جمل نقلا عن السمين. {نَتَّبِعُهُ:} فعل مضارع، والفاعل: نحن، والهاء مفعوله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها مفسرة على قراءة النصب، وفي محل رفع خبر:(بشر) على قراءة الرفع.
{إِنّا:}(إنّ): حرف مشبه بالفعل. (ونا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {إِذاً:} حرف جواب، وجزاء، أو هو ظرف متعلق بما بعده، والتنوين نائب عن الجملة التي تضاف «إذ» إليها، وأصل الكلام إنا لفي ضلال إذا اتبعناه. {لَفِي:}(اللام): هي المزحلقة. (في ضلال): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (إنّ). {وَسُعُرٍ:} الواو: حرف عطف. (سعر): معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية:{إِنّا..}. إلخ في محل نصب مقول القول مثل الكلام الذي قبلها، وجملة:{فَقالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.