للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ ولقد تحير فرعون لما أبصر الآيتين، وبقي لا يدري أيّ طرفيه أطول، حتى زلّ عنه ذكر دعوى الإلهية، وحط عن منكبيه كبرياء الربوبية، وارتعدت فرائصه، وانتفخ سحره خوفا وفرقا، وبلغت به الاستكانة لقومه الذين هم بزعمه عبيده، وهو إلههم أن طفق يؤامرهم، ويعترف لهم بما حذر منه، وتوقعه، وأحسّ به من جهة موسى عليه السّلام وغلبته على ملكه، وأرضه. انتهى. كشاف.

الإعراب: {يُرِيدُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {مُوسى} تقديره: هو. {أَنْ:} حرف مصدري ونصب. {يُخْرِجَكُمْ:} فعل مضارع منصوب ب‍: {أَنْ،} والفاعل يعود إلى {مُوسى} أيضا، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به. {مِنْ أَرْضِكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {بِسِحْرِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما أيضا، والهاء في محل جر بالإضافة، والمصدر المؤول من {أَنْ يُخْرِجَكُمْ} في محل نصب مفعول به، التقدير: يريد إخراجكم، وجملة: {يُرِيدُ..}. إلخ في محل رفع خبر ثان ل‍ {أَنْ،} أو هي في محل رفع صفة ثانية ل‍: (ساحر)، أو هي في محل نصب حال من الضمير المستتر ب‍: (ساحر) و {عَلِيمٌ،} التقدير: حالة كونه مريدا إخراجكم. {فَماذا:} الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر. (ماذا): (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. (ذا): اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبره، والجملة الفعلية بعده صلته، والعائد محذوف، التقدير:

ما الذي تأمرونه، أو تأمرونني به. هذا؛ ويجوز اعتبار (ماذا) اسم استفهام مركبا، وفي محله وجهان: الأول: اعتباره مفعولا به مقدما للفعل بعده، والثاني: اعتباره مبتدأ، والجملة الفعلية خبره، والرابط محذوف على مثال ما رأيت في العائد. {تَأْمُرُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والمفعول محذوف على مثال ما رأيت، وينبغي أن تعلم أن المفعول به المحذوف، هو ياء المتكلم على كسر النون، وتكون نون الرفع قد حذفت، وهو ضمير الغيبة على فتح النون، والجملة الفعلية صلة (ذا) على اعتباره موصولا مفردا، وفي محل رفع خبر المبتدأ على الوجه الأول من وجهي التركيب، أو هي فعلية لا محل لها على الوجه الثاني من وجهي التركيب، وجملة: {فَماذا تَأْمُرُونَ} سواء أكانت اسمية، أم فعلية لا محل لها؛ لأنها جواب لشرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ما ذكر حاصلا فماذا تأمرون؟ وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلست مفندا، وعلى الاعتبارين فهي في محل نصب مقول القول، وهي من مقول فرعون.

بخلافها في سورة (الأعراف) رقم [١١٠] فإنها مقولة لقول محذوف.

{قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَاِبْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (٣٦)}

الشرح: {قالُوا} أي: قال الملأ المذكورون في الآية رقم [٣٤]. {أَرْجِهْ:} فيه ست قراآت، ثلاثة بإثبات الهمزة (أرجئه) بكسر الهاء من غير إشباع، وضمها كذلك، وبإشباع؛ حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>