للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنادي؛ لأنه لا منادي أعظم من مناد ينادي للإيمان. ونحوه: قولك: مررت بهاد يهدي للإسلام، وذلك: أنّ المنادي إذا أطلق؛ ذهب الوهم إلى مناد للحرب، وغير ذلك انتهى.

{أَنْ:} حرف تفسير؛ لأنّها سبقت بجملة فيها معنى القول دون حروفه، وبعضهم يعتبرها مصدرية. {آمِنُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق.

{بِرَبِّكُمْ:} متعلقان بما قبلهما، والكاف في محل جرّ بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الفعلية مفسّرة لا محل لها، وعلى اعتبار: ({أَنْ}) مصدرية تؤوّل مع الفعل بعدها بمصدر في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف، التقدير: بأن آمنوا، أي: بالإيمان، والجارّ، والمجرور متعلّقان بما قبلهما، والأول أقوى معنى، وأتمّ سبكا. {فَآمَنّا:} الفاء:

حرف عطف. (آمنا): فعل، وفاعل. والمتعلّق محذوف، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:

{سَمِعْنا..}. إلخ.

{رَبَّنا:} توكيد لما قبلها. {فَاغْفِرْ:} الفاء: هي الفصيحة. (اغفر): فعل دعاء، والفاعل تقديره: أنت. {لَنا:} جار ومجرور متعلّقان بما قبلهما. {ذُنُوبَنا:} مفعول به، و (نا) في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان الإيمان حاصلا منّا؛ فاغفر... إلخ، والتي بعدها معطوفة عليها. {عَنّا:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {سَيِّئاتِنا:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، (نا): في محل جر بالإضافة. {وَتَوَفَّنا:} فعل دعاء مبني على حذف حرف العلّة من آخره، وهو «الألف» والفاعل مستتر تقديره: أنت، و (نا): مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {مَعَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من (نا) التقدير: توفنا أبرارا مع الأبرار. و {مَعَ:} مضاف، و {الْأَبْرارِ:} مضاف، ومثل الآية الكريمة قول النابغة في حذف متعلّق الظرف: [الوافر]

كأنّك من جمال بني أقيش... يقعقع خلف رجليه بشنّ

أي: كأنّك جمل من جمال بني أقيش. انتهى مكي.

{رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (١٩٤)}

الشرح: {رَبَّنا وَآتِنا:} أعطنا، وامنحنا. {ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ} أي: على ألسنة رسلك من الفضل، والرّحمة، والعزّة، والنّصر، والتأييد، والمعونة، ودخول الجنّة للمطيعين. وهذا السؤال ليس من خوف الخلف في حقّه تعالى، بل هو مخافة ألا يعمل الموعودون بما أمر الله به من قصور في الامتثال، أو مخافة من سوء العاقبة، والعياذ بالله!. {وَلا تُخْزِنا} أي: لا تعذبنا،

<<  <  ج: ص:  >  >>