للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{عَلَيْكَ..}.: متعلقان ب‍ (بركات)، أو بمحذوف صفة له، ويقرأ: «(بركة)» بالإفراد، والكلام {يا نُوحُ اهْبِطْ..}. إلخ في محل رفع نائب فاعل، وقيل: نائب الفاعل ضمير مستتر، تقديره: قيل القول، وعليه فالكلام المذكور في محل نصب مقول القول، وجملة: {قِيلَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَعَلى أُمَمٍ}: معطوفان على ما قبلهما، وانظر الشرح. {مِمَّنْ}: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة: {أُمَمٍ،} و (من) تحتمل الموصولة، والموصوفة. {مَعَكَ}: ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، أو هو متعلق بمحذوف صفة (من) إن كانت نكرة، والكاف في محل جر بالإضافة. (أمم): قال أبو البقاء: معطوف على فاعل {اِهْبِطْ} المستتر، تقديره: اهبط أنت وأمم، وكان الفصل بينهما مغنيا عن التوكيد، ولا أعتمده؛ لأن الكلام مستأنف وعليه ف‍ (أمم) مبتدأ، وجملة: {سَنُمَتِّعُهُمْ} في محل رفع خبره. قاله الجمل. وقال الزمخشري: الجملة صفة: (أمم)، والخبر محذوف، وبه قال النسفي، والتقدير: وممن معك أمم ممتعون، وإنما حذف؛ لأن {مِمَّنْ مَعَكَ} يدل عليه، والجملة الاسمية مستأنفة؛ إن كان القائل الملائكة، وداخلة في مقول القول؛ إن كان القائل هو الله تعالى. {ثُمَّ}: حرف عطف. {يَمَسُّهُمْ}:

مضارع، والهاء مفعول به. {مِنّا}: متعلقان بما قبلهما. {عَذابٌ}: فاعل. {أَلِيمٌ}: صفته، وجملة: {يَمَسُّهُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها على الاعتبارين فيها.

{تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (٤٩)}

الشرح: {تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ}: الإشارة إلى قصة نوح التي مر ذكرها وإنما أدخل اللام على اسم الإشارة وهي للبعد، والقصة في متناول اليد، وذلك للإيذان بشأنها، والاهتمام بها، وأنها جديرة بأن يستفيد منها كل إنسان؛ ليتعود على تحمل الأذى، والصبر على ما ينوب من متاعب هذه الدنيا، ومصاعبها، فهي من أخبار الغيب. {نُوحِيها إِلَيْكَ}: الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمعنى نخبرك بها، أو نلقي إليك خبرها. {ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا}: لم يكن عندك علم بقصة نوح-عليه السّلام-قبل نزول القرآن عليك، وأيضا قومك قريش لم يكونوا يعلمونها تفصيلا، وإن كانوا يسمعون بها إجمالا؛ لأنها كانت معروفة ومشهورة عند جميع الأجيال والقرون. {فَاصْبِرْ}: يا محمد على أذى قومك، كما صبر نوح على أذى قومه. {إِنَّ الْعاقِبَةَ}: المحمودة بالنصر والظفر على الأعداء والفوز بالسعادة الأبدية، إنما هي {لِلْمُتَّقِينَ} الشرك والمعاصي.

بعد هذا انظر: (الوحي) في الآية [٣٦]، وإعلال {كُنْتَ}: في الآية [٢٨]، وشرح (قوم) في الآية [٢٨] وانظر (التقوى) في الآية رقم [١] الأنفال، و {الْغَيْبِ} كل ما غاب عنا، ولم نشاهده

<<  <  ج: ص:  >  >>