للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاسمية معطوفة على ما قبلها. لا محل لها أيضا. {وَمَشارِبُ:} معطوف على ما قبله، ولم يدخلهما التنوين؛ لأنهما صيغتا منتهى الجموع. {أَفَلا يَشْكُرُونَ:} مثل: {أَفَلا يَعْقِلُونَ} في الآية رقم [٦٨].

{وَاِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤)}

الشرح: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً} أي: بعد أن رأوا هذه الآيات، الدالة على قدرته تعالى اتخذوا آلهة من الحجارة، لا قدرة لها على فعل أي شيء. وفي ذلك توبيخ شديد، وتقريع أليم للكفرة، والمشركين من أهل مكة، ومن لف لفهم. {لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ} أي: لما يرجون من نصرتها لهم إن نزل بهم عذاب، أو أحاط بهم بلاء، وهيهات هيهات أن ينصروا!.

الإعراب: {وَاتَّخَذُوا:} الواو: حرف عطف. (اتخذوا): فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {مِنْ دُونِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {آلِهَةً}. كان صفة له إلخ. وقيل: هما في محل نصب مفعوله الثاني. و {دُونِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {آلِهَةً:} مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {لَعَلَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {يُنْصَرُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لعل)، والجملة الاسمية لا محل لها؛ لأنها تعليل لاتخاذهم آلهة من دون الله. وقيل: في محل نصب حال، ولا وجه له؛ لأنّ الرجاء إنشاء.

{لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥)}

الشرح: {لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ} أي: لا تستطيع الآلهة المزعومة نصرهم بحال من الأحوال، لا بنصرة، ولا بشفاعة؛ بل هي أضعف من ذلك، وأقل، وأذل، وأحقر، وأدحر؛ بل لا تقدر على نصر نفسها، ولا الانتقام ممن أرادها بسوء؛ لأنها جمادات لا تسمع، ولا تعقل، وما فعله إبراهيم الخليل-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-من تكسيرها، وتحطيمها أكبر شاهد على ذلك. {وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ:} قال قتادة-رحمه الله تعالى-: أي هؤلاء المشركون كالجند، والخدم لأصنامهم في التعصب لها، والذب عنهم، وفدائها بالمال، والروح، وهي لا تسوق لهم خيرا، ولا تدفع عنهما شرا في الدنيا، ولا في الآخرة.

وقال مجاهد-رحمه الله تعالى-: يعني: عند الحساب. يريد: أن هذه الأصنام محشورة مجموعة يوم القيامة محضرة عند الحساب عابديها، ليكون ذلك أبلغ في حزنهم، وخيبتهم، وأدل في إقامة الحجة عليهم. وانظر جمع ما لا يعقل جمع المذكر السالم في الآية رقم [٤٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>