للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِذا:} ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {تُتْلى:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {آياتُنا:}

نائب فاعل {تُتْلى،} و (نا): في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها على المشهور المرجوح. {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى الموصوف بالصفات السابقة، {أَساطِيرُ:} خبر لمبتدأ محذوف التقدير: هي أساطير، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ جواب {إِذا} لا محل لها، و {إِذا} ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له. {أَساطِيرُ:} مضاف، و {الْأَوَّلِينَ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون بدل من التنوين في الاسم المفرد. {سَنَسِمُهُ:}

(السين): حرف تنفيس، واستقبال. (نسمه): فعل مضارع، والفاعل تقديره: «نحن»، والهاء مفعول به. {عَلَى الْخُرْطُومِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة.

{إِنّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ (١٧) وَلا يَسْتَثْنُونَ (١٨)}

الشرح: {إِنّا بَلَوْناهُمْ:} يريد أهل مكة. والابتلاء: الاختبار، والامتحان، يكون بالخير، والشر. قال تعالى في حق بني إسرائيل: {وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} سورة (الأعراف) رقم [١٦٨]. والمعنى: أعطينا أهل مكة أموالا، وأولادا؛ ليشكروا، لا ليبطروا، فلما بطروا، وعادوا محمدا صلّى الله عليه وسلّم ابتليناهم بالجوع، والقحط؛ حتى أكلوا الجيف، وأوراق الشجر، وذلك حين دعا عليهم النبي صلّى الله عليه وسلّم بقوله: «اللهمّ اجعلها عليهم سنين كسنيّ يوسف». {كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ} أي: المعروف خبرها عندهم.

روي عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: {الْجَنَّةِ} بستان في اليمن، يقال له: الضروان، دون صنعاء بفرسخين، يطؤه أهل الطريق، وكان لرجل يؤدي حق الله فيه، فمات فورثه أولاده الثلاثة، وكان الأب يترك للمساكين إذا صرموا نخلهم كل شيء تعداه المنجل إذا طرح من فوق النخل على البساط، وكل شيء سقط من المنجل إلى البساط، فهو أيضا للمساكين، وإذا حصدوا زرعهم، فكل شيء تعداه المنجل، فهو للمساكين أيضا، وإذا داسوه كان لهم كل شيء ينتثر أيضا، فلما مات الأب، وورثه بنوه الثلاثة، قالوا: والله إن المال قليل، وإن العيال كثير، وإنما كان هذا الأمر يفعله الأب لمّا كان المال كثيرا، والعيال قليلا، فأما إذا قل المال، وكثر العيال؛ فإنا لا نستطيع أن نفعل ما كان يفعله أبونا، فتحالفوا بينهم يوما أن يغدوا غدوة قبل خروج الناس من بيوتهم، فذلك قوله تعالى: {إِذْ أَقْسَمُوا} أي: تحالفوا. {لَيَصْرِمُنَّها:} ليقطعن ثمر الجنة.

والصرم: القطع. قال عنترة من معلقته رقم [٢١]: [الكامل]

<<  <  ج: ص:  >  >>