خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي يعلم، و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر في محل جر بلام التعليل، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ، والتقدير: طلبت إظهار براءتي ليعلم... إلخ.
والجملة الاسمية:{ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَأَنَّ اللهَ}: (أن) واسمها. {لا}:
نافية. {يَهْدِي}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى {اللهَ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أن). {كَيْدَ}: مفعول به، وهو مضاف، و {الْخائِنِينَ}: مضاف إليه مجرور، و (أن) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب معطوف على المصدر المؤول السابق. تأمل، وتدبر.
الشرح:{وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي..}. إلخ: إن كان هذا الكلام من قول المرأة، فيكون معناه: وما أبرئ نفسي من مراودتي يوسف وكذبي عليه، وإن كان من قول يوسف عليه السّلام؛ فيكون هذا الكلام هضما لنفسه، وتواضعا لله عز وجل، فإن رؤية النفس في مقام العصمة والتزكية ذنب عظيم، فأراد إزالة العجب عن نفسه، وإبعاد التزكية عن ذاته، فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين. {إِلاّ ما رَحِمَ رَبِّي}: إلا من عصم ربي وحفظه من فعل السوء والهم به، ف {ما} هنا بمعنى (من)، كما في قوله تعالى:{فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ} انظر شرحها في الآية رقم [٣] من سورة (النساء)، {إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ}: يغفر ذنوب المذنبين إذا استغفروا وتابوا وأنابوا، فهو صيغة مبالغة. {رَحِيمٌ}: بعباده إذا استغفروا وانظر شرح البسملة، هذا؛ وتأكيد الجملة الاسمية ب {إِنَّ} لأن المقام يقتضي ذلك، فكأن سائلا سأل عن سبب النفي فجيء ب {إِنَّ} المؤكدة، وهذا من مباحث علم المعاني، كما لا يخفى.
بعد هذا؛ والسوء لفظ جامع لكل ما يهم به الإنسان من الأمور القبيحة، الدنيوية والأخروية، والسيئة: الفعلة القبيحة، وجمع السوء: أسواء، وهو بضم السين من: ساءه، وهو بفتحها المصدر، تقول: رجل سوء بالإضافة، ورجل السّوء، ولا تقول: الرجل السّوء، قال تعالى:{إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ} هذا؛ وأما {النَّفْسَ} فإنها تجمع في القلة أنفس، وفي الكثرة نفوس، و {النَّفْسَ} تؤنث باعتبار الروح، وتذكر باعتبار الشخص، أي: فإنها تطلق على الذات أيضا، سواء أكان ذكرا أم أنثى؟ فعلى الأول، قيل: إنها جسم لطيف مشتبك بالجسم اشتباك الماء بالعود الرطب، فتكون سارية في جميع البدن.
قال الجنيد-رحمه الله تعالى-: الروح شيء استأثر الله بعلمه، ولم يطلع عليه أحدا من خلقه، فلا يجوز البحث عنه بأكثر من أنه موجود، قال تعالى في سورة (الإسراء): {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ}