للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفعل. {إِبْراهِيمَ}: اسمها. {لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ}: أخبار ل‍ {إِنَّ} متعددة، واللام هي المزحلقة، والجملة الاسمية: {إِنَّ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (٧٦)}

الشرح: {يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا} الجدال في شأن قوم لوط، وهو من قول الملائكة. {إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ} أي: أمر الله وقدره بمقتضى قضائه الأزلي بعذابهم، وهو أعلم بحالهم {وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ}: غير مدفوع، ولا مصروف عنهم بجدال، ولا بدعاء، ولا غير ذلك، قال عبد الرحمن بن سمرة: كانوا أربعمائة ألف، وقال ابن جريج: كانوا أربعة آلاف، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {يا إِبْراهِيمُ}: منادى مفرد علم، مبني على الضم في محل نصب ب‍ (يا) النائبة مناب أدعو. {أَعْرِضْ}: أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {عَنْ هذا}: متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {إِنَّهُ}: حرف مشبه بالفعل، والهاء في محل نصب اسمها، وجملة: {قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ} في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية: {إِنَّهُ..}. إلخ تعليل للأمر، لا محل لها. (إنهم): مثل سابقتها. {آتِيهِمْ}: خبر (إن) مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله.

{عَذابٌ}: فاعل باسم الفاعل، وقيل: {عَذابٌ} مبتدأ مؤخر، و {آتِيهِمْ} خبر مقدم، وجوز ذلك لأن {عَذابٌ} موصوف بما بعده، والجملة الاسمية في محل رفع خبر (إن) والمعتمد الأول.

{غَيْرُ}: صفة: {عَذابٌ،} و {غَيْرُ}: مضاف، و {مَرْدُودٍ}: مضاف إليه، ونائب فاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، هذا؛ والآية بكاملها في محل نصب مقول القول لقول محذوف؛ إذ التقدير: قالت الملائكة: يا إبراهيم أعرض... إلخ.

{وَلَمّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ (٧٧)}

الشرح: {وَلَمّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً}: المراد بهم الملائكة الذين كانوا عند إبراهيم، عليه السّلام، وبشروه وامرأته بالبشارة التي رأيتها. {سِيءَ بِهِمْ}: ساءه مجيئهم؛ لأنهم كانوا في صورة غلمان مرد، حسان الوجوه، فظن أنهم أناس، فخاف أن يقصدهم قومه، فيعجز عن مدافعتهم؛ لأن قوم لوط كانوا مولعين بالفاحشة، وهي إتيان الذكور في أدبارهم، هذا؛ والفعل {سِيءَ} من ساء، يسوء؛ يكون لازما، ويكون متعديا، كما في قولك: ساءني فلان، وكما هنا، وهذا غير (ساء) المستعمل في الذم.

<<  <  ج: ص:  >  >>