لما، لا محل لها مثله، و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {قالَ}: ماض، وفاعله يعود إلى يعقوب. {أَلَمْ}: الهمزة: حرف استفهام وتقرير وتوبيخ. (لم): حرف نفي وقلب وجزم.
{أَقُلْ}: مضارع مجزوم ب (لم)، والفاعل مستتر تقديره: «أنا». {لَكُمْ}: متعلقان بالفعل قبلهما. {إِنِّي}: حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها، وجملة {أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ} في محل رفع خبر (إنّ)، وانظر إعرابها في الآية رقم [٨٦] والجملة الاسمية: {إِنِّي..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {أَلَمْ أَقُلْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}.
إلخ مستأنفة لا محل لها، وانظر ما ذكرته عن أبي البقاء في الآية رقم [٦٩].
{قالُوا يا أَبانَا اِسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئِينَ (٩٧)}
الشرح: {قالُوا يا أَبانَا..}. إلخ: في الكلام حذف، التقدير: فلما رجعوا من مصر، ودخلوا على يعقوب؛ قالوا... إلخ. والمعنى اسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا التي اجترحناها بسبب ما فعلنا بك وبيوسف لأننا كنا مخطئين في عملنا، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٩١]، هذا فقد اعترفوا بذنبهم، ومن حق المعترف له بالذنب أن يصفح عن المسيء ويسأل الله له المغفرة.
قال القرطبي: وهذا الحكم ثابت فيمن آذى مسلما في نفسه، أو ماله، أو غير ذلك ظالما له، فإنه يجب عليه أن يتحلل له، ويخبره بالمظلمة وقدرها، وفي صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه، أو شئ فليحلّله منه اليوم قبل ألاّ يكون دينار، ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيّئات صاحبه، فحمل عليه».
الإعراب: {قالُوا}: ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق. (يا): حرف نداء ينوب مناب أدعو. (أبانا): منادى منصوب، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، و (نا): في محل جر بالإضافة. {اِسْتَغْفِرْ}: أمر والتماس، والفاعل تقديره: «أنت».
{لَنا}: متعلقان بما قبلهما. {ذُنُوبَنا}: مفعول به، و (نا) في محل جر بالإضافة. {أَبانَا}: حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها. {كُنّا}: ماض ناقص مبني على السكون، و (نا): اسمها.
{خاطِئِينَ}: خبر كان منصوب... إلخ، وجملة: {كُنّا خاطِئِينَ..}. في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية: {أَبانَا..}. إلخ تعليل للأمر، والكلام كله في محل نصب مقول القول، وجملة:
{قالُوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.
{قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٩٨)}
الشرح: {قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}: أخره إلى السحر، أو إلى صلاة الليل، أو إلى ليلة الجمعة، تحريا لوقت الإجابة، أو إلى أن يستحل لهم من يوسف، أو يعلم أنه عفا عنهم،