للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفة: (العرجون)، و «أن» المضمرة بعد: {حَتّى} والفعل: {عادَ} في تأويل مصدر في محل جر ب‍: {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما.

{لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠)}

الشرح: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي..}. إلخ: أي: لا يصح للشمس ولا يتسهل لها أن تدرك القمر في سرعة سيره، فإن ذلك يخل بتكوين النبات وبعيش الحيوان، أو في آثاره، ومنافعه، أو مكانه بالنزول إلى محله، أو سلطانه فتطمس نوره. وإيلاء حرف النفي الشمس للدلالة على أنها مسخرة، لا يتيسر لها إلا ما أريد بها. انتهى. بيضاوي. وفحوى الآية الكريمة: أن الشمس والقمر لا يتوافقان في السير، ولا يجتمعان معا، فأما قوله تعالى في سورة القيامة رقم [٩] {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} فذلك يكون حين تحبس الشمس عن الطلوع من المشرق، وتطلع من المغرب، وجمعهما علامة لانقضاء الدنيا، وقيام الساعة، فذلك اليوم الذي قال الله تعالى فيه: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ..}. إلخ الآية رقم [١٥٨] من سورة (الأنعام). {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} أي: كل من الشمس، والقمر، والنجوم. هذا؛ وقال تعالى في الآية رقم [٣٣] من سورة (الأنبياء): {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} والمعنى: كل واحد مما ذكر في فلك يسبحون، أي يجرون، ويسيرون بسرعة كالسابح في الماء. وإنما جمعهن جمع المذكر السالم بالواو والنون، وهو للعقلاء؛ لأنه تبارك وتعالى ذكر عنهن فعل العقلاء، وهو السباحة والجري، وجعلهن في الطاعة والانقياد بمنزلة من يعقل، وهذا يتكرر في القرآن الكريم، وقد ذكرته في محالّه.

هذا؛ والفلك بفتحتين: مدار النجوم الذي يضمها، وهو في كلام العرب كل شيء مستدير، وجمعه: أفلاك ويجمع على: فلك، مثل: أسد، وأسد. وقيل: الفلك: السماء الذي فيه الكواكب، فكل كوكب يجري في السماء، الذي قدر له أن يجري فيه. وقيل: الفلك طاحونة كهيئة فلك المغزل، فهو الذي تجري فيه النجوم، وهو مستدير كاستدارة الرحى. وقيل: غير ذلك، وقال أصحاب الهيئة: الأفلاك: أجرام صلبة، لا ثقيلة، ولا خفيفة، غير قابلة للخرق، والالتئام، والنمو، والذبول. والحق: أنه لا سبيل إلى معرفة صفة السموات، إلا بإخبار الصادق، فسبحان الخالق، المدبر لخلقه بالحكمة، والقدرة الباهرة غير المتناهية.

الإعراب: {لا:} نافية. {الشَّمْسُ:} مبتدأ. {يَنْبَغِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل. {لَها:} متعلقان بما قبلهما. {أَنْ تُدْرِكَ:} مضارع منصوب ب‍: {أَنْ،} والفاعل يعود إلى: {الشَّمْسُ}. {الْقَمَرَ:} مفعول به، و {أَنْ} والمضارع في تأويل

<<  <  ج: ص:  >  >>