للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، والمقام للماضي، وأتي بصيغة المضارع لاستحضار صورة المبايعة، و {تَحْتَ} مضاف، و {الشَّجَرَةِ} مضاف إليه. {فَعَلِمَ:} الفاء: حرف عطف. (علم):

ماض، والفاعل يعود إلى الله تقديره: «هو»، والجملة الفعلية معطوفة على جملة جواب القسم، لا محلّ لها. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {فِي قُلُوبِهِمْ:}

متعلقان بمحذوف صلة الموصول، والهاء في محل جر بالإضافة. {فَأَنْزَلَ:} الفاء: حرف عطف. (أنزل): ماض، وفاعله يعود إلى (الله). {السَّكِينَةَ:} مفعول به. {عَلَيْهِمْ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محلّ لها أيضا. {وَأَثابَهُمْ:} الواو: حرف عطف. (أثابهم): ماض، ومفعوله الأول، وفاعله يعود إلى (الله). {فَتْحاً:} مفعول به ثان.

{قَرِيباً:} صفة: {فَتْحاً،} والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها أيضا.

{وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٩)}

الشرح: {وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها:} يعني من أموال أهل خيبر، وكانت خيبر ذات نخيل، وعقار، وأموال، فقسمه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بينهم، وذلك: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما رجع من الحديبية؛ أقام بالمدينة بقية ذي الحجة، وبعض المحرم، ثم خرج إلى خيبر في بقية المحرم سنة سبع. انظر غزوة خيبر مفصلة في كتب السيرة. وإني أكتفي منها هنا بأمرين:

الأول: زواج النبي صلّى الله عليه وسلّم بأم المؤمنين صفية-رضي الله عنها-، فقد كانت-رضي الله عنها-قد رأت في المنام وهي عروس بكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق: أن قمرا وقع في حجرها، فعرضت رؤياها على زوجها، فقال: ما هذا إلاّ أنك تتمنين ملك الحجاز محمدا، ثم لطم وجهها لطمة اخضرت منها عينها. فأتي بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبها أثر منها، فسألها عن ذلك، ما هو؟ فأخبرته الخبر، وأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بزوجها كنانة بن الربيع، وكان عنده كنز بني النضير، فسأله، فجحد أن يكون يعلم مكانه، فأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برجل من اليهود، فقال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إني رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لكنانة: «أرأيت إن وجدناه عندك، أنقتلك؟» قال: نعم، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالخربة، فحفرت، فأخرج منها بعض كنزهم، ثم سأله ما بقي، فأبى أن يؤديه إليه، فأمر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الزبير بن العوام-رضي الله عنه-أن يعذبه حتى يستأصل ما عنده، فكان الزبير يقدح بزنده على صدره حتى أشرف على نفسه، ثم دفعه إلى محمد بن مسلمة-رضي الله عنه-، فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة الذي ألقت عليه اليهود حجرا، فقتله. هذا؛ وإن النبي صلّى الله عليه وسلّم أعتق صفية-رضي الله عنها-وجعل عتقها صداقها.

الأمر الثاني: ما فعلته اليهودية من سم النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكان ذلك منها بعد فتح خيبر، واستلام النبي صلّى الله عليه وسلّم مفاتيح أبواب حصونها المنيعة. قال الخازن-رحمه الله تعالى-: فلما اطمأن رسول

<<  <  ج: ص:  >  >>