للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {نَحْنُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. {نَقُصُّ:} مضارع، وفاعله مستتر تقديره: «نحن». {عَلَيْكَ:} متعلقان بما قبلهما. {نَبَأَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، {بِالْحَقِّ:} متعلقان بمحذوف حال من فاعل {نَقُصُّ} أو من مفعوله، وجملة:

{نَقُصُّ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {إِنَّهُمْ:}

حرف مشبه، والهاء اسمها. {فِتْيَةٌ:} خبر (إنّ)، وجملة: {آمَنُوا بِرَبِّهِمْ} في محل رفع صفة فتية، وجملة: {وَزِدْناهُمْ} معطوفة عليها، فهي في محل رفع صفة مثلها. {هُدىً:} مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والثابتة دليل عليها، وليست عينها وقيل: تمييز، ولا وجه له البتة. والجملة الاسمية: {إِنَّهُمْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وهي بمنزلة جواب لسؤال مقدر، اقتضاه ما قبلها، فكأنه قيل: ما نبؤهم؟. تأمل.

{وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً (١٤)}

الشرح: {وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ} أي: وقويناها بالصبر على هجر الوطن، والأهل، والمال، والجراءة على إظهار الحق، والرد على دقيانوس الكافر الجبار؛ حيث مثلوا بين يديه، وتوعدهم بالقتل، إن لم يعبدوا الأصنام؛ التي اخترعها وابتدعها. وفيه استعارة تصريحية تبعية؛ لأن الربط هو الشّدّ بالحبل.

وقال ابن عطية: تعلقت الصوفية في القيام والقول بقوله تعالى: {إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} قال القرطبي: قلت: وهذا تعلق غير صحيح، هؤلاء قاموا فذكروا الله على هدايته، وشكروه لما أولاهم من نعمه ونعمته، ثم هاموا على وجوههم منقطعين إلى ربهم، خائفين من قومهم، وهذه سنة الله في الرسل، والأنبياء، والفضلاء، والأولياء، أين هذا من ضرب الأرض بالأقدام، والرقص بالأكمام، وخاصة في هذا الزمان عند سماع الأصوات الحسان من المرد، والنسوان؟! هيهات بينهما والله ما بين الأرض والسماء! وقال الإمام أبو بكر الطّرسوسيّ، وسئل عن مذهب الصوفية، فقال: وأما الرقص، والتواجد، فأول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار، قاموا يرقصون حوله، ويتواجدون، فهو دين الكفار، وعباد العجل. انتهى. قرطبي. وهذا تحامل على الصوفية كبير.

فقالوا: {رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ..}. إلخ: فيه إخلاص العبادة لله تعالى، وتبرؤ من عبادة الأصنام التي دعا إليها دقيانوس. هذا؛ والشطط: الجور، أو الكذب، أو البعد عن جادة الحق. قال أعشى بني قيس بن ثعلبة: [البسيط]

أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط... كالطّعن يذهب فيه الزيت والفتل

<<  <  ج: ص:  >  >>