للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَأَمّا مَنْ آمَنَ:} انظر الآية السابقة ففيها البيان الشافي، وجملة: {وَعَمِلَ صالِحاً} معطوفة على جملة: {آمَنَ} على الوجهين المعتبرين فيها، و {صالِحاً} صفة لمفعول به محذوف، التقدير: وعمل عملا صالحا. وقيل: المحذوف مفعول مطلق. وهو ضعيف. {فَلَهُ:} الفاء:

واقعة في جواب الشرط. (له): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {جَزاءً:} فعلى قراءة الرفع فهو مبتدأ مؤخر، أو هو فاعل بالجار والمجرور، وعلى قراءته بغير تنوين فهو مضاف، و {الْحُسْنى:}

مضاف إليه، وعلى قراءته بالتنوين، فالحسنى بدل منه، أو هو خبر لمبتدإ محذوف وعلى قراءته بالنصب، والتنوين، فهو منصوب على الحال من الضمير المستقر في الجار والمجرور، أو هو مفعول مطلق عامله من لفظه، وهو محذوف، أو هو تمييز، وعلى قراءته بغير تنوين فهو مثل المنون في جميع، أوجه إعرابه، ويكون قد حذف التنوين لالتقاء الساكنين، وعليه ف‍: {الْحُسْنى} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية: {فَلَهُ..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط... إلخ، انظر الآية السابقة لتتمة الإعراب، والجملة الاسمية في هذه الآية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم.

{وَسَنَقُولُ:} الواو: حرف عطف. (سنقول): مضارع، والسين حرف استقبال، وتنفيس، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {فَلَهُ:} متعلقان بما قبلهما. {مِنْ أَمْرِنا:} متعلقان بمحذوف حال من {يُسْراً،} كان صفة له على نحو ما رأيت في الآية السابقة وغيرها. {يُسْراً:} مفعول به، وهو على تقدير: قولا ذا يسر، أو شيئا ذا يسر، فيكون المحذوف مفعولا مطلقا، أو نائب مفعول مطلق، والآية معطوفة على ما قبلها، فهي من مقول ذي القرنين. {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً:} هذه الجملة معطوفة على جملة: {بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ} فيكون ما بينهما معترضا. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{حَتّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً (٩٠)}

الشرح: المعنى: سار ذو القرنين بجيشه الخضم من مغرب الشمس حتى وصل، وبلغ أقصى المشرق، وهي الجهة التي تطلع منها الشمس. {وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ} أي: رأى ذو القرنين أقواما في أقصى المشرق، ليس بينهم وبين الشمس ستر من جبل، أو شجر، ولا يستقر عليهم بناء، فإذا طلعت عليهم الشمس دخلوا في أسراب لهم تحت الأرض، فإذا زالت عنهم الشمس خرجوا إلى معايشهم، حفاة، عراة، عماة عن الحق، يتسافدون مثل الكلاب، ويتهارجون تهارج الحمر.

قيل: إنهم قوم من نسل مؤمني قوم هود عليه السّلام، واسم مدينتهم: جابلق، واسمها بالسريانية مرقيسيا، وهم مجاورون يأجوج، ومأجوج. هذا؛ و (ستر) اسم آلة؛ فلذا كسرت السين، وقرئ {مَطْلِعَ} بكسر اللام، وفتحها.

<<  <  ج: ص:  >  >>